وقد جاءت مواقف النائب جهاد الصمد لتكشف المستور في العلاقة المتأزمة بين النواب السنة ورئيس التيار الوطني فما لم يقله بعض النواب السنة "بق البحصة" فيه نائب الضنية عندما لمّح الى عدم استعداد التيار للتنازل عن وزير لتصبح حصته 10 وزراء بدل الـ 11 وبان التيار فعلا يريد ان يحتفظ بالثلث الضامن في الحكومة، والسؤال هل هناك تمايز فعلي بين التيار وحزب الله في موضوع توزير النواب السنة؟ ولماذا يحاول التيار ان يتنحى عن العقدة السنية رغم تأكيد باسيل وجولاته بانه "ام الصبي" التي تريد مصلحة ابنها في النهاية وانجاز الحكومة وحماية العهد.
المسألة واضحة كما تقول اوساط قريبة من "اللقاء التشاوري" بان هناك تمايزا في التعاطي مع موضوع التوزير السني، فنواب السنة وحزب الله على "موجة واحدة" والرئاسة الاولى والتيار على موجة اخرى مختلفة، وكان احد نواب "تكتل لبنان القوي" جاهر صراحة ان المشكلة بان حجم التيار كبير وهنا مكمن المشكلة بما معناه وفق الاوساط ان التيار لن يتنازل عن وزير من حصته فيما حزب الله مصر على توزير اللقاء بناء على وعد قطعه الامين العام لحزب الله لا رجوع عنه.
وقد رست خريطة المواقف على الشكل التالي، التيار الوطني الحر رافض الاقتطاع من حصته المشتركة مع الرئاسة، والمستقبل يعتبر تمثيلهم انتحارا سنيا يضعف الحريري داخليا لدى طائفته وامام المجتمع الدولي فيما حزب الله لديه اولويات في هذه الحكومة صارت تحتم عليه التمسك باقل موقع في الحكومة وعدم التفريط به.
وعليه تقول الاوساط فان الحل لم يعد متوفرا لدى احد ولدى اي فريق سواء التيار او الحريري او حزب الله،وقد اخذت الامور منحى الخلاف وليس الاختلاف بين الاطراف، حيث ان التمايز بين التيار وحزب الله في اطار الرد على ممارسات لا تعجب حزب الله من قبل الحليف حيث ظهر في موضوع التوزير السني ان هناك تقاطعا كبيرا لصالح سعد الحريري مقابل شعور بعدم الامان صار واضحا لدى حزب الله من تعاطي الآخرين معه.
في هذا الاطار، تساءلت اوساط في "اللقاء التشاوري" عن نوايا التيار ومبادراته الصحيحة اذا كان ما يعبر عنه قياديو التيار ونواب تكتل لبنان القوي لا يساير الحلول المنطقية حيث يتحدث التيار بمنطقين ضرورة تمثيل النواب السنة وبمنطق آخر معكوس يرفض التنازل عن وزير من حصة الرئاسة وعن حجم يوازي الثلث في الحكومة. فيما لا يبدو المستقبل اقل حرصا على حصتهم من احد وتتمسك اوساط المستقبل بالرفض القاطع لوزير من النواب السنة مصرة على ان الحل ليس لدى المستقبل وبان المستقبل لم يقفل الباب امام توزيره بل هم من اغلقوا الباب امام الخيارات والحلول.