29 عاماً على سقوط الجدار الذي أدى لميلاد عالم جديد 

في مثل هذا اليوم قبل 29 عامًا سقط #جدار_برلين الفاصل بين ألمانيا الشرقية والغربية، ففي 9 نوفمبر 1989 فوجئ العالم بالحشود الألمانية وهي تفكك الجدار ومن ثم كانت الوحدة الألمانية في عام 1990 وانهيار أنظمة أوروبا الشرقية.

شكّل انهيار السور إرثًا جديدًا في الخرائط السياسية الدولية، بل في مجمل حراك التاريخ المعاصر، وأنهى ما يعرف بفترة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي.

قصة الجدار

وقد بني الجدار في عام 1961 لمنع هروب العمالة والمثقفين وغيرهم من المهرة من #ألمانيا_الشرقية إلى الغربية.
وقد جاءت إقامته بعد هروب حوالي 2.5 مليون ألماني شرقي إلى الغرب، وهو ما انعكس في خسائر كبيرة على مستوى الاقتصاد.

بعد مرور أكثر من ربع قرن واقتراب قصة الجدار من عامها الثلاثين، فإنه قد صدرت آلاف الكتب، وأنتجت الأفلام وكتبت السرديات، التي تحكي عن تلك الحكاية التي شكلت فاصلًا بين عالمين، في السياسة والعسكرة والاقتصاد.

كيف سقط الجدار؟

كانت هناك العديد من الأحداث التي عملت كمقدمة لسقوط الجدار ومن ثم إزالته نهائيًا، ففي هذا الإطار يشار إلى حفلة الروك التي أقيمت في 8 يونيو 1987 أمام مبنى البرلمان الألماني وشارك فيها شباب من ألمانيا الشرقية، وانتهت بالشغب والعصيان.

ومن ثم في 12 يونيو من العام نفسه، فقد ألقى الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان كلمة أمام الجدار وتوجه فيها بالدعوة إلى الرئيس السوفيتي #غورباتشوف، بالإسراع في هدم الجدار.

وهذه الكلمة كانت لها دلالة قوية وساهمت في تحريك الراكد في الوضع السياسي آنذاك.

لكنه طوال سنوات الجدار لم تنته محاولات الهروب من الشرق إلى الغرب، والتي كانت تتم عبر حفر الأنفاق التي بلغ عددها أكثر من سبعين نفقًا، وقد ظهرت منذ الستينات.

هوة ثقافية

عندما دعا ريغان إلى هدم الجدار كان يعني إزالة هوة ذات دلالات ثقافية عميقة تفصل أميركا والحلفاء الأوروبيين عن الشرق السوفيتي.

وحتى مطلع الثمانينات كان الأمل بالوحدة بين شطري ألمانيا حلما صعب المنال بسبب السياسات في الاتحاد السوفيتي، وسيطرة الحكومات الشيوعية في الشرق.

لكن مجيء غورباتشوف عجّل بتحقيق ذلك الحلم، إذ أدت سياساته إلى عكس الاتجاه وتقريب البوصلة مع الغرب.

وقادت التغيرات السياسية إلى موجة من التغيير في الشرق الألماني ما أدى لإعادة حلم الوحدة من جديد.

غورباتشوف والتحولات

يرى المؤرخون أن غورباتشوف كان قد حاول ما استطاع أن يحافظ على الكيان السوفيتي، وجرّب الإصلاحات في مشروعي بريسترويكا وغلاسنوست، قبل أن يفقد الأمل وبحلول 1992 كان كل شيء قد انتهى.

ويبقى التساؤل حول الدروس البليغة من انهيار جدار برلين، ولعل أبرزها هو غياب التوازن الدولي القديم، لكن الدرس الأوضح كان في الاقتصاد وسيادة الثقافة الرأسمالية في عالم ما بعد الجدار.

وإلى اليوم يعيش العالم آثار ذلك الحدث، دون أن يصل إلى تفكيكه بشكل واضح، وقد انعكس الأمر في حروب ونزاعات وقصص وحكايات حتى على مستوى العامة والفنون والثقافة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى