أخبار عاجلة

هل تكون الحكومة 'عيدية' الاستقلال؟

هل تكون الحكومة 'عيدية' الاستقلال؟
هل تكون الحكومة 'عيدية' الاستقلال؟

لا مؤشرات حتى الساعة تشير الى امكانية الافراج عن الحكومة المقبلة، حتى ان الاتصالات باتت شبه مقطوعة بين كلّ من بعبدا وبيت الوسط وحارة حريك. واذا ما كانت بعض المصادر تعوّل على الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله غداً للتخفيف من شروط التمسك بسنة 8 آذار، نسف الكلام الأخير لنائبه نعيم قاسم كل هذه الايجابيات واعتبر ان كرة تعطيل تأليف الحكومة موجودة في مرمى الرئيس الحريري، ومن ثم بعده "كتلة الوفاء للمقاومة" التي عدت "التزام دعم مطلب النواب السنة المستقلين وحقهم في مشاركتهم في الحكومة، التزاماً أخلاقياً وسياسياً معاً"، وقالت إنها "لا ترى "أي مبرر يمنع الاستجابة لهذا الحق والمطلب".


ومن هنا، أعربت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية في الكواليس للتوصل الى تسوية "تحرر" مسار تأليف الحكومة، لـ"النهار" عن انطباعات قاتمة في هذا الشأن، اذ تخوفت من انزلاق الأزمة نحو متاهات يصعب بعدها اعادة رأب الصدع الذي أصاب عملية تأليف الحكومة، خصوصاً اذا تجاوزت الأزمة محطات يؤمل حالياً ان تشكل التزامات ادبية ومعنوية لانجاز التأليف مثل عيد الاستقلال بعدما اطيحت فرصة ولادة الحكومة في الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في نهاية تشرين الأول الماضي.

وأكدت مصادر معنية بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة لـ"الحياة" أن انسداد أفق المخارج بالنسبة إلى اشتراط "حزب الله" توزير أحد النواب السنّة الستة الحلفاء له، ينذر بأزمة مديدة وبفراغ حكومي طويل، في ظل امتناع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري عن التواصل مع قيادة الحزب من أجل تسريع ولادة الحكومة.

الاتصالات مقطوعة مع حزب الله
وأشارت معلومات لصحيفة "النهار" ان "حزب الله" قرر في الساعات الاخيرة اقفال أبوابه أمام الوسطاء الذين شاؤوا التواصل معه تحت لافتة اطلاق مبادرة معيّنة تفتح الآفاق مجدداً أمام احتمال ولادة الحكومة المنتظرة. وعلم ان الحزب ابلغ مراجعيه في هذا الشأن "قراراً حازماً لا رجوع عنه، وهو ان لموضوع تمثيل النواب السنّة المستقلين مرجعية حصرية عليهم التواصل معها، وهم النواب أنفسهم، وعلى من يرغب التواصل معهم دون سواهم".
 
وأوضح مصدر معني بالتأليف لـ"الحياة" أن لا صحة لتسريبات عن أن عون يجري اتصالات بقيادة الحزب من أجل إيجاد مخرج لهذه العقدة، خصوصاً أنه سبق أن اعتبر في حديثه التلفزيوني قبل أسبوع شروط الحزب "نوعاً من التكتكة السياسية التي تضرب استراتيجيتنا الكبيرة"، ورفض إضعاف الحريري مستبعداً تمثيل النواب السنّة الستة.

وأوضح المصدر أن عون اكتفى باعتبار ما قاله رسالة عبر الأثير إلى الحزب. ونقل زواره عنه قوله إن ولادة الحكومة تنتظر تسليم "حزب الله" أسماء وزرائه، وأنه يساند موقف الحريري برفض تمثيل سنّة 8 آذار. وأشار مصدر في "التيار الوطني الحر" إلى أن عون طلب من قياداته عدم إجراء اتصالات بقيادة الحزب في هذا الشأن لأنه ليس مستعداً لتغيير موقفه.

مرجع سياسي لبناني قال لـ "الحياة" إن موقف عون المتشدد في رفض شروط الحزب يعود إلى تعطيل الأخير الحكومة بعد تأخير لحلحلة عقدها زهاء 5 أشهر، وأن رئيس الجمهورية بدأ يستشعر عرقلة لعهده ولحكمه، على رغم أنه كان يراعي الحزب في عدد من المواقف، إزاء العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية وعدد من الدول عليه.

المساعي تتوالى
وسط هذه الأجواء، برزت المعطيات التي تحدثت عن تحرك روسي محتمل للدفع نحو انجاز تأليف الحكومة وذلك في ظل اللقاء الذي جمع أمس في موسكو رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي فأكد بوغدانوف "استعداد روسيا للقيام بكل الاتصالات اللازمة من أجل السير قدماً في تشكيل الحكومة لمواجهة كل الاستحقاقات المقبلة بحكومة وحدة وطنية تمثل الجميع وتحمي الإستقرار الداخلي، كما أكد حرص روسيا على لبنان".

في هذا الوقت، كشف مصدر مطلع لـ"اللواء" ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم توجه إلى باريس، لعقد محادثات مع الرئيس المكلف، تتعلق بإيجاد حل وسطي، بتوزير سني، خارج النواب السنة الستة، على ان تكون من حصة الرئيس الحريري والشخصية مقربة من الرئيس ميشال عون، وغير محسوبة عليه أو على الرئيس الحريري.

ولدى جهات وازنة معلومات بان رئيس الجمهورية اخذ على عاتقه جدياً ايجاد حل لمشكلة توزير النواب السنة رغم اعتراضه على توزيرهم سابقا، وهو اوعز الى احد المقربين منه بالعمل على تقريب وجهات النظر بين حزب الله الداعم الاساس لمطلب توزير سنة المعارضة وبين الرئيس الحريري وتسويق حل يقوم على توافق الرئيسين عون والحريري مع الحزب على تسمية شخصية سنية وسطية من خارج كتلة اللقاء التشاوري اي من النواب الاربعة الباقين "نجيب ميقاتي اسامة سعد فؤاد مخزومي بلال عبدالله".

بالمقابل قالت مصادر دبلوماسية لـ"اللواء" ان العقدة التي تحول دون إصدار مراسيم الحكومة، هي عقدة إقليمية، تحديداً مرتبطة بطلبات للنظام في سوريا، بالإضافة إلى شروط إيرانية ذات صلة بالعقوبات الأميركية على إيران، وحزب الله والتي أعلن لبنان التزامه بها وعليه فالمعالجة تخطت الإطار الداخلي، وتتجه الأنظار إلى مؤتمر باريس للسلام الأحد، والذي يُشارك فيه رؤساء الدول الكبرى، كالرئيس فلاديمير بوتين ورئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي والمستشارة الالمانية فضلاً عن 70 دولة وحكومة، حيث من المتوقع ان يثار وضع لبنان، ومساعدته على تذليل آخر العقد المتعلقة بتوزير نائب سني من حصة الرئيس الحريري.

وعلمت "الحياة"، من جهة أخرى أن جهات طالبت رئيس البرلمان نبيه بري ببذل جهد من أجل معالجة هذه العقدة، على رغم أنه كان أبلغ زواره أنه لا يتولى أي وساطة في هذا الشأن. وقالت مصادر مطلعة إن بري ما زال في طور التفكير واستكشاف إمكان قيامه بدور ما، لكن الأمر ليس أكيداً بعد ويخضع للدراسة.
وإذا صدقت المعلومات، فإنه سيكون للبنان حكومة قبل عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني، لتكون "عيدية" اللبنانيين، بحسب ما تصر مصادر في 8 آذار على تسميتها، مشيرة إلى ان هذه "العيدية" تعمل عليها جهات إقليمية ودولية.

تحرك نواب السنة المستقلين
وسط ذلك، ذكرت مصادر اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين لـ"اللواء" ان الاجتماع مع المفتي عبد اللطيف دريان تخلله شرح مفصل لمطلبهم لا سيما لجهة ضرورة التنوع داخل الطائفة، والتمثيل فريق واحد للطائفة لا يجوز لا سياسياً ولا دينياً ودستوريا، وان هناك نسبة كبيرة من الناخبين السنة اختارتهم.

وعُلم ان المفتي دريان عاتب النواب على عدم زيارته والتشاور معه قبل الآن، وتمنى ان يتم اللقاء بين كل الاطراف على المحبة والتفاهم.

واوضحت المصادر ان اللقاء طلب امس، موعدا من الرئيس ميشال عون، وسيطلب ايضا مواعيد من الرئيس المكلف سعد الحريري ومن رؤساء الحكومات السابقين الثلاثة فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام.

جلسات حكومة الضرورة
ومع تزايد العقبات امام تشكيل الحكومة، صدرت الدعوات من بعض القوى السياسية من اجل عقد جلسات لمجلس الوزراء تحت عنوان جلسات الضرورة من اجل تسيير اعمال الدولة والمواطنين، وذكرت مصادر وزارية من مؤيدي عقد جلسات الضرورة لـ"اللواء" ان هناك حاجة لعقد جلسات لمجلس الوزراء لضبط الكثير من الامور خاصة الانفاق غير المراقب ومعالجة الامور الاقتصادية والمالية الملحة، لا سيما وان الدستور لا ينص على ما يمنع عقدجلسات لحكومة مستقيلة، لكن هذا لا يعني انه يمكن في مثل هذه الجلسات اتخاذ قرارات استراتيجية بللتسيير المراف العامة واقرار مراسيم معينة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحزب” ينعى عنصرين له

معلومات الكاتب