الحكومة مكانك راوج

الحكومة مكانك راوج
الحكومة مكانك راوج
تنتظر الساحة الداخلية اللبنانية عودة الرئيس المكّلف سعد الحريري من باريس، لاعادة تحريك عملية تأليف الحكومة. وقد تضاربت المعلومات في هذا الاطار، حول موعد العودة المرتقبة، ففي حين تردد ليلاً في بعض الاوساط، بحسب "النهار"، ان الرئيس الحريري قد يعود اليوم من باريس على ان يتوجه مجددا الى العاصمة الفرنسية قبل نهاية الاسبوع للمشاركة مع مجموعة كبيرة من زعماء العالم في احتفالات الذكرى المئوية الاولى لنهاية الحرب العالمية الاولى، نفت معلومات "اللواء" هذا الأمر مشيرة الى ان الرئيس الحريري سيبقى في باريس الى ما بعد الاحتفال.
العقدة السنية: راوح مكانك
الا ان الرئيس الحريري يتابع من منزله الباريسي، كل ما يجري في ما يتعلّق بموضوع تأليف الحكومة، كما رئيس الجمهورية ميشال عون يتابع بدوره ما آل إليه الحراك الحكومي، وفي هذا الاطار، تحدثت مصادر مطلعة مقربة من بعبدا عن أن العقدة السنية هي محور اتصالات الجميع، ولكن الأمور جامدة ولا نتيجة ملموسة حتى الآن، إن لم تكن "راوح مكانك".
وإذ أكدت المصادر لـ"اللواء" أن "اتصالاً حصل بين الرئيس عون و"حزب الله"، لم تفصح عن مضمونه، قالت: "إن الاتصالات مستمرة بينه وبين الرئيس المكلف، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري". 
الملف الحكومي أساسي في باريس
وأشارت صحيفة "النهار" الى ان وجود الحريري في باريس، ومشاركته بدءاً من السبت في الاحتفالات الفرنسية بمئوية إعلان انتهاء الحرب العالمية الاولى، الى جانب نحو 70 شخصية دولية بين رئيس دولة ورئيس وزراء في "فوروم السلام" الذي سيتخلله عشاء يقيمه الرئيس إيمانويل ماكرون على شرف ضيوفه، وغداء الاحد في قصر الاليزيه بعد الاحتفال الرسمي في ساحة شارل ديغول، سيشكلان فرصة للخوض في الملف اللبناني مع كبار العالم. 
وقالت مصادر قريبة من "بيت الوسط" لـ"اللواء" ان وجود الحريري في منتدى السلام الباريسي، قد يُشكّل مناسبة لاجراء اتصالات وترتيب مواعيد مع بعض المسؤولين الذين يشاركون معه في هذا المنتدى، من شأنها ان تسهم في "ترييح" الوضع اللبناني، وضمان عدم إقتحامه في الكباش الأميركي - الإيراني، والذي كان أحد تداعياته تعطيل تأليف الحكومة.
الراعي في بعبد:  من غير الجائز أن تبقى الامور على ما هي عليه 
في غضون ذلك، تحدثت مصادر مطلعة على زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لقصر بعبدا أمس والموقف الذي عبّر عنه بعد لقائه رئيس الجمهورية، عن عدم رضى رأس الكنيسة المارونية عن طريقة تعامل بعض الاطراف الداخليين مع "العقدة السنية" المفتعلة. وقالت إن البطريرك الراعي يرى "أنه من غير الجائز أن تبقى الامور على ما هي عليه وعلى الجميع إحترام مقام الرئاسة الاولى". وأضافت ان رئيس الجمهورية لم يخف امام البطريرك، عتبه على الطريقة التي تمت فيها مقاربة ما يسمى العقدة السنية و التي أدت إلى فرملة ولادة الحكومة بعدما كانت الأمور شبه منتهية. واكد الرئيس عون للراعي "أن المحاولات لتذليل هذه العقدة ستستمر الى ان تتم معالجتها، خصوصاً أن هناك من يربطها بما يحصل في المنطقة وهناك من يحاول إلباسها لباس الأزمة السنية - الشيعية".
وفهم من مصادر بعبدا أن لا جديد على صعيد الإتصالات الكفيلة بتذليل عقدة تمثيل سنة 8 آذار، فيما لمحت مصادر أخرى معنية بملف التشكيل الى أن أكثر من وسيط يعمل على خط الاتصالات الجارية بين بعبدا وعين التينة وحارة حريك و"بيت الوسط"، لكن لا شيء ملموساً حتى الآن و لم يتم أي تواصل مباشر بين الرئيس عون واي من نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" ولا مع النواب سنة الثامن من اذار الذين لم يطلبوا موعداً للقائه. لذلك تغيّب كل مؤشرات الحلحلة بالتزامن مع غياب الرئيس المكلف عن البلاد.
كشفت مصادر كنسية تسنى لها الاطلاع على ما دار في اللقاء بين الرئيس عون والراعي، ان رئيس الجمهورية لم يخف عتبه على الطريقة التي تمت فيها مقاربة، ما يسمى بالعقدة السني) والتي أدت إلى فرملة إبصار الحكومة النور بعد أن كانت الأمور شبه منتهية لولادتها، وأن الرئيس عون أكد أمام الراعي بأن المحاولات ستستمر حتى إذابة هذه العقدة خصوصا أن هناك من يربطها بما يحصل في المنطقة وهناك من يحاول إلباسها لباس الأزمة السنية- الشيعية".
إلى ذلك، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" ان الاتصالات التي تمت في ملف تأليف الحكومة ولا سيما في ما خص العقدة السنية المستجدة، لم تسجل أي نتائج ملموسة، وان الترقب سيظل سيّد الموقف.
جعجع: لنتفرّج
في موقف لافت من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حيال "العقدة السنّية" المستجدة، وعلى عكس الحملة العلنية التي تحمل حزب الله مسؤولية عرقلة تآليف الحكومة، نقل زوار معراب عن "الحكيم: قوله انه يحسد حلفاء حزب الله عليه، وبغض النظر عن الاسباب الموجبة وراء موقفه المتشدد من تمثيل "سنة 8 آذار"، ودون الغوص كثيرا في الابعاد الاقليمية لموقف الحزب، لكن ما يعبر عنه حزب الله من صلابة في موقفه لدعم حلفائه "عملة نادرة" على الساحة السياسية اللبنانية بشكل عام والمسيحية على نحو خاص...

ولفت جعجع خلال حديثه امام مجموعة من محازبيه الى ان القوات اللبنانية ظنت ان طريق مشاركتها في الحكومة ستكون مفروشة "بالورود" نظرا الى ان "الحليف المسيحي بينه وبيننا اتفاق مكتوب وموقع، ولم يذهب ظني للحظة ان يحصل هذا الانقلاب على "التوقيع" بهذه البساطة "والوقاحة"، لكن "الطعنات" جاءت مرة جديدة من "الظهر"، لكن المفارقة كانت في عدم "صمود" الرئيس الحريري امام الضغوط التي مورست عليه من قبل رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل"
ويضيف جعجع بحسب "الديار" "أنه وبدل التصلب في موقفه، ساهم اداءه التنازلي في محاصرتنا وجعل خياراتنا صعبة، وانتهت الامور الى ما انتهت اليه، والمفارقة اليوم ان التيار الوطني الحر بدءا من رئيسه ووصولا الى كافة قياداته لا يزالون يصوبون "سهامهم" على وزراء "القوات" وخصوصا "الرفيق" غسان حاصباني، بينما لم يتجرأ أحد منهم على اطلاق موقف او حتى انتقاد حيال "تعطيل" حزب الله للحكومة، وبينما هددوا وتوعدوا بتشكيل الحكومة بدون القوات اللبنانية اذا "ما مشيت"، وهو ما قيل صراحة بين الرئيس الحريري ورئيس الجمهورية بعد عودة الاول من الرياض.. لكن ما حصل الان يقول "الحكيم" ان عون قال كلمته ولم تتجاوز مفاعيلها بعبدا، فيما غادر الحريري البلاد تاركا المسؤولية على غيره كي يحل عقدة هو المعني الاول في حلها او على الاقل خوض المواجهة مع المعرقل الرئيسي لولادتها، ولذلك علينا الان ان نجلس "ونتفرج" "ومش غلط" "خلي حزب الله يربيهم"...

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب