تواجه شركة هواوي الصينية انتكاسات جديدة في أسواق الاتصالات في أوروبا، حيث قالت صحيفة صنداي تلغراف إن مشروعًا تبلغ تكلفته 3 مليار دولار أمريكي لتجهيز مئات الآلاف من أفراد الشرطة البريطانية والمسعفين بمعدات اتصالات حديثة سوف يتخلى عن معدات الشبكة الصينية التي تصنعها شركة هواوي، وأصيبت خطة وزارة الداخلية لتوفير شبكة خدمات طوارئ جديدة (ESN) لما يصل إلى 300 ألف عامل خدمة طوارئ ومركباتهم وأكثر من 100 طائرة مزودة ببيانات آمنة للهاتف المحمول وتغطية المكالمات بحالات تأخير.
واتخذت الشركة الموردة للمشروع EE هذا القرار بسبب وجود سياسة لدى مجموعة بريتيش تيليكوم BT Group المالكة لها تقتضي بإلغاء مكونات شبكة الجيل الرابع من هواوي ضمن المراكز الأساسية في الشبكة، وتأتي هذه الاكتشافات وسط خلاف دبلوماسي متزايد حول تهديدات القرصنة الصينية، حيث انتقد المركز الوطني للأمن الإلكتروني في المملكة المتحدة، الذراع الإلكتروني لمقر الاتصالات الحكومي GCHQ، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في هذا الأسبوع الصين للسماح للقراصنة باستهداف الشركات والحكومات الغربية.
وأصدرت الولايات المتحدة لائحة اتهام بحق اثنين من المواطنين الصينيين يقال إنهما جزء من مجموعة قرصنة تابعة للدولة، وانضم وزير الخارجية جيريمي هانت Jeremy Hunt إلى قائمة المسؤولين الأمريكيين والكنديين الذين يطالبون بالإفراج عن اثنين من الكنديين المحتجزين من قبل الصين، ويعتقد أن عملية الاحتجاز قد تمت كرد فعل انتقامي لاعتقال المسؤولة المالية لشركة هواوي هواوي، حيث اعتقلت منغ وانزهو Meng Wanzhou، ابنة مؤسس شركة هواوي Ren Zhengfei، في فانكوفر في الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول بسبب انتهاكات مزعومة للعقوبات الأمريكية.
واتهمت شركة هواوي من قبل وكالات الأمن الأمريكية بتشكيل خطر على الأمن القومي، مما دفع الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا واليابان إلى حظر التكنولوجيا الخاصة بها في الأشهر الأخيرة، ونفت شركة هواوي مرارًا وتكرارًا هذه الاتهامات، كما أنها تورطت في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وحاول المسؤولون الأمريكييون إقناع الحلفاء بضرورة التخلي عن معدات الشركة الصينية بسبب مخاوف التجسس.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتستغرق عملية استبدال أجزاء هواوي من شبكة خدمات الطوارئ الجديدة ESN بالكامل مدة تصل إلى أربع سنوات، وقالت شركة EE إن الشبكة سوف تعمل بكامل طاقتها بحلول عام 2019 كما هو مخطط لها، مما يجعلها متأخرة لمدة عامين عن الموعد المحدد، على أن يتم إزالة بعض أجزاء هواوي بأثر رجعي.
وينظر إلى إريكسون Ericsson السويدية ونوكيا Nokia الفنلندية على أنهما مرشحان محتملان لتوفير قطع الغيار بعد إزالة معدات الشبكة الصينية، وقالت EE إنه ليس لديها مخاوف أمنية حول معدات هواوي، بينما قال متحدث باسم الحكومة إنه في الوقت الذي ستتم فيه إزالة أجزاء هواوي من شبكة ESN، فإن محتوى البنية التحتية للشبكة لا يشكل مصدر قلق أمني.
وكانت شركة EE قد حصلت على عقد بناء شبكة ESN في عام 2015، بما في ذلك الأجزاء التي تم إنشاؤها بواسطة هواوي، وكان من المقرر أن تكلف الشبكة ما يصل إلى 1.4 مليار دولار، على أن يتم الانتهاء منها بحلول عام 2017، لكن تم تأخيرها بشكل متكرر، وتكلفت مبلغ إضافي قدره 1.5 مليار دولار، واتخذت شركة EE قرارًا في عام 2016 بجعل شبكتها متوافقة مع السياسة الداخلية لمجموعة بريتيش تيليكوم BT Group، والتي قللت من استخدام معدات هواوي ضمن الأجزاء الأساسية من شبكتها منذ عام 2006.
وكانت مجموعة بريتيش تيليكوم BT Group واحدة من أوائل الشركات البريطانية التي بدأت العمل مع شركة هواوي، ومع ذلك، فقد تم التشكيك في اتفاقها مع الشركة الصينية في تقرير من لجنة الاستخبارات في عام 2013، والذي أشار إلى تضارب في المصالح بين الشركات والأمن القومي.
وقال البروفيسور آلان وودوارد Alan Woodward، خبير الأمن الإلكتروني في جامعة ساري Surrey، إن العديد من الشبكات تدرس مخاطر الاستمرار في استخدام معدات هواوي، وأضاف “إن هذه الشركات تشعر بالقلق من احتمال حدوث خلل”، وقال متحدث باسم شركة EE: “لدينا خطط مستمرة للتبديل إلى بائع شبكة أساسية جديد لشبكة ESN، وذلك تماشيًا مع مبادئ شركة بريتيش تيليكوم. وسيتم إدارتها من دون أي تعطيل لخدمة ESN”.