أخبار عاجلة
اختراق طبي.. دواء مبتكر لعلاج ألزهايمر -
“الإتصال مقطوع”.. ما مصير صفي الدين؟ -
خصائص صحية فريدة للرمان.. تعرفوا إليها -
سلوم: لاستخراج الادوية من الصيدليات المقفلة -
“التيار” لوزارة الشؤون: شكراً -
لمنع تفاقم آلام الظهر.. لا تجلسوا طويلاً -
مجموعة من السلع الأساسيّة إلى رميش -
لهذه الأسباب “الحزب” متفوّق ميدانيًّا -

من هم العباقرة الخمسة الذين صنعوا اليابان الحديثة؟

تعتبر اليابان، خلال الفترة المعاصرة، واحدة من أكثر الدول تقدماً وتطوراً، وتصنف ضمن قائمة أهم الأقطاب الاقتصادية في العالم.

ولبلوغ هذه المنزلة، مرت اليابان على مر تاريخها بمراحل حاسمة مهدت الطريق لجعلها قوة عالمية. وتعتبر فترة الإصلاح والتحديث، التي تلت فترة تولي ميجي (Meiji Restoration) العرش ونهاية عهد شوغونية توكوغاوا (Tokugawa Shogunate)، أبرز مرحلة حاسمة في تاريخ اليابان حيث لعب خلالها 5 رجال عرفوا بعباقرة تشوشو الخمسة (Chōshū Five) دوراً هاماً في تطوير البنية التحتية للبلاد وإرساء قواعد اليابان الحديثة.

وفي 27 حزيران/يونيو 1863، غادر خمسة شبان من مقاطعة تشوشو اليابانية على متن قارب تجاري بريطاني رغبة منهم في الذهاب إلى لندن لمواصلة تعليمهم واستكشاف العالم الحديث. وخلال تلك الفترة، غادر هؤلاء اليابان خلسة بسبب السياسة الانعزالية التي مارسها شوغونات توكوغاوا بالبلاد، حيث تم وضع قوانين صارمة لمعاقبة كل شخص تخول له نفسه مغادرة اليابان دون علم السلطات.

وتكونت هذه المجموعة اليابانية من خمسة أفراد هم إيتو هيروبومي (Itō Hirobumi) وإينويه كاورو (Inoue Kaoru) وإينويه ماسارو (Inoue Masaru) وإيندو كينسوكي (Endō Kinsuke) وياماو يوزو (Yamao Yōzō). وتزامناً مع عودتهم لبلادهم، شغلوا مناصب حساسة خلال عهد ميجي (1868-1912).

وحال بلوغهم للندن، تعلموا اللغة الإنجليزية وتجولوا في أنحاء العاصمة قبل أن يلتحقوا بكلية لندن الجامعية لدراسة الكيمياء التحليلية. وبينما أجبر كل من إيتو هيروبومي وإينويه كاورو على العودة لليابان بعد مضي بضعة أشهر على وصولهم بسبب عدد من الأزمات التي حلت بمنطقة تشوشو، مكث البقية فترة أطول ببريطانيا لمواصلة تعليمهم، حيث عاد إيندو كينسوكي للبلاد سنة 1868، وظل الآخران بلندن إلى حدود عام 1869.

واستغل إينويه ماسارو فترة تواجده ببريطانيا للحصول على شهادة علمية من كلية لندن الجامعية وزيارة شركات السكك الحديدية والمناجم. كذلك اتجه ياماو يوزو إلى غلاسغو باسكتلندا للعمل بأحواض إنشاء السفن نهاراً ودراسة العلوم الحديثة ليلاً بمعهد أندرسون.

إينويه ماسارو

وبالتزامن مع عودتهم لبلادهم، لعب هؤلاء الخمسة دوراً هاماً في تطوير اليابان خلال عهد ميجي، حيث حصل إينويه كاورو على منصب مساعد وزير الاقتصاد وأوكلت إليه مهمة إعداد برنامج ميزانية البلاد وتمويل المشاريع، فعمد إلى إلغاء الامتيازات المالية والمنح التي تمتع بها الساموراي والأرستقراطيون واتجه بدلاً من ذلك لتمويل قطاع الصناعة خلال فترة شهدت بداية ظهور التجمعات الصناعية اليابانية، المعروفة بزايباتسو. كما لم يتردد كاورو في توفير الدعم اللازم لبرامج خطوط السكك الحديدية بالبلاد.

وخلال مسيرته، تقلد إينويه كاورو مناصب وزارية هامة عديدة، حيث عيّن وزيراً للأشغال العمومية ووزيراً للخارجية ووزيراً للصناعة والتجارة ووزيراً للداخلية ووزيراً للمالية قبل أن يصبح لاحقاً مستشاراً في الشؤون المالية لدى الحكومة.

إينويه كاورو

أما إيتو هيروبومي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء 4 مرات، فقد نجح في إرساء العديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية بالبلاد. فبعد جهد جهيد، أنهى العمل بنظام المقاطعات، الذي تم تعويضه بما عرف بالولايات والمحافظات. كما لعب دوراً بارزاً في إنشاء دستور وبرلمان وحكومة مركزية باليابان، وساهم في ظهور عملة الين.

إيتو هيروبومي

وخلال مسيرته، حصل إيتو هيروبومي على مناصب هامة عديدة، حيث عيّن محافظاً على منطقة هيوغو وحصل على منصب أول رئيس وزراء في تاريخ اليابان، وهو المنصب الذي شغله أربع مرات، كما عين أيضاً وزيراً للخارجية ومقيماً عاماً بكوريا.

وبالنسبة لياماو يوزو، فقد شغل منصباً هاماً بالحكومة خلال عهد ميجي ليعين كنائب لوزير الأشغال العمومية، وهو المنصب الذي استغله ليشرف على مشروع حوض إنشاء السفن اليابانية الحديثة بيوكوهاما (Yokohama). فضلاً عن ذلك، أنشأ يوزو العديد من الجامعات والمعاهد، ولعل أبرزها المدرسة الإمبراطورية للمهندسين والمعهد الإمبراطوري للفنون والجامعة الإمبراطورية بطوكيو والتي تميزت بطابعها التعليمي الحديث، كما تزعّم لأكثر من 30 سنة منظمة المهندسين اليابانيين والتي كان لها الدور الأبرز في تطور الصناعة في البلاد.

وتزامناً مع ذلك، ترأس إيندو كينسوكي خلال فترة ميجي دار صك العملة باليابان. ودوراً بارزاً في نشأة العملة الموحدة للبلاد، حيث لم يتردد في استيراد عدد من الآلات الغربية الحديثة والمعتمدة لصناعة العملة ليضع أول نواة للنظام المالي الياباني.

من جهته، عمل إينويه ماسارو كمشرف حكومي على المناجم. كما شغل بداية سنة 1871 منصب المسؤول على برنامج السكك الحديدية الياباني ليلعب دوراً هاماً في وضع مخططات إنشاء خطوط السكك الحديدية اليابانية. كما أنشأ أواخر القرن التاسع عشر أول مؤسسة يابانية مختصة في صناعة القطارات.

وخلال الفترة التالية، ظهرت العديد من خطوط السكك الحديدية باليابان، ففي حدود سنة 1889، ظهر خط السكة الحديدية الرابط بين شينباشي (Shinbashi) وخوبي (Kobe)، الذي امتد لأكثر من 500 كلم.

رسم تخيلي لأحد خطوط السكك الحديدية باليابان أواخر القرن التاسع عشر

إلى ذلك، شهدت سنة 1893 إتمام العمل على الخط الرابط بين تاكاساكي (Takasaki) ونويتسو (Naoetsu)، الذي امتد لحوالي 200 كلم. وبفضل هذه الإنجازات الخالدة، عيّن ماسارو كرئيس للمؤسسة الإمبراطورية اليابانية للسكك الحديدية ولقب لدى اليابانيين بأب السكك الحديدية اليابانية.

ومن خلال هذه الإنجازات الخالدة، لعب عباقرة تشوشو الخمسة دوراً هاماً في وضع حجر الأساس لليابان الحديثة، حيث ساهمت أعمالهم في تطور البنية التحتية والأنظمة التعليمية والاقتصادية والمالية والسياسية والدبلوماسية بالبلاد. وبناءً على ذلك، يلقب هؤلاء بالآباء المؤسسين لليابان الحديثة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى