هنا بيروت

ما هي السيناريوهات المطروحة لانتخابات طرابلس الفرعية؟

كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": تتجه الأنظار اليوم الى وزارة الداخلية والبلديات التي ستفتح أبوابها لغاية منتصف الليل، لاستقبال طلبات الراغبين بالترشح للانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس لملء المقعد السني الشاغر، وسط حالة من الارباك نتيجة إعلان عدد من الطامحين عن رغبتهم بخوض هذا الاستحقاق، تحت عناوين سياسية وإنمائية مختلفة.

لا شك في أن أبناء طرابلس ينتظرون بفارغ صبر إقفال باب الترشيح لمعرفة عدد المرشحين الفعليين ليبنوا على الشيء مقتضاه، حيث سيكون بمقدورهم رسم ملامح المعركة الانتخابية إعتبارا من صباح يوم غد السبت، وتحديد إتجاهاتها سواء نحو الاصطفافات السياسية والنبرة التحريضية العالية، أو لجهة التنافس بين مرشحة المستقبل ومرشحين مستقلين، وذلك بحسب نوعية المرشحين وإنتماءاتهم وتوجهاتهم وشعاراتهم التي سيخوضون على أساسها هذا الاستحقاق.

وبانتظار أن تترجم نوايا الترشيح الى أفعال، فإن ثمة سيناريوهات عدة قد تشهدها الانتخابات الفرعية في عاصمة الشمال، أولها إقتصار المنافسة بين مرشحة المستقبل ديما جمالي التي قطعت شوطا كبيرا في حصولها على الدعم السياسي المطلوب، وبين المرشحين المستقلين وفي مقدمتهم المهندس يحيى مولود الذي يسعى مجددا الى "إيصال الصوت المعارض الى مجلس النواب"، وسامر كبارة الذي يخوض التجربة للمرة الأولى بحماس كبير تحت شعار "إنصاف طرابلس وتشغيل مرافقها وتأمين فرص عمل لابنائها وإعادتها عاصمة لبنانية ثانية"، إضافة الى مرشحين آخرين لم يعلنوا عن برامجهم الانتخابية حتى الآن.

وثانيها دخول مرشحين أساسيين الى الساحة الانتخابية، حيث تؤكد المعلومات أن النائب السابق مصباح الأحدب سيقدم ترشيحه رسميا اليوم الى وزارة الداخلية، في مفاجأة من شأنها أن تربك تيار المستقبل خصوصا أن الأحدب ينتمي الى قوى 14 آذار، ويعارض نهج المستقبل في السلطة ويرفض الطريقة التي يتعاطى فيها مع طرابلس.

وثالث هذه السيناريوهات دخول لائحة الكرامة الوطنية على خط المواجهة من خلال ترشيح الحاج طه ناجي الذي سيعلن عن موقفه النهائي في مؤتمر صحافي يعقده مع النائب فيصل كرامي عند الخامسة من مساء اليوم، في حين ما تزال النقاشات تجري على قدم وساق ضمن جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية للتوافق على القرار الأنسب، حيث أن البعض يصرّ على ضرورة ترشيح ناجي معتبرا أن "الظروف مؤاتية لفوزه"، فيما يرى البعض الآخر أن “الترشيح سيكون بمثابة إعتراف بقرار المجلس الدستوري الظالم وسيعطي هذه الانتخابات المعلبة على قياس تيار المستقبل شرعية". 

لا شك في أن ترشيح ناجي سيعيد الإصطفافات السياسية الى المدينة، وهو قد يساهم في إعطاء المستقبل قوة دفع إضافية لحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات تحت شعار مواجهة قوى 8 آذار في طرابلس، وهو ربما يأتي ترشيحه أيضا على حساب المرشحين المستقلين إلا في حال قرر سامر كبارة أو يحيى مولود أن يطرح كل منهما نفسه كخيار ثالث مستفيدا من حالة الاعتراض الشعبي في طرابلس على السلطة التي تتكون من فريقي 8 و14 آذار.

حتى يحين منتصف ليل اليوم الجمعة تبقى كل هذه السيناريوهات مطروحة، علما أن ثمة مرشحين قدموا ترشيحاتهم الى وزارة الداخلية من دون أن يعلنوا عن ذلك أو أن يكشفوا عن برامجهم الانتخابية، ما يشير الى إمكانية أن يكون هؤلاء مجرد "كومبارس" (حتى يثبت العكس) وأن يكونوا ترشحوا بطلب من تيار المستقبل من أجل الاستفادة من المندوبين الذين يحق لهم تسجيلهم وبالتالي الاستفادة من أصواتهم وأصوات عائلاتهم وهو أمر بات معروفا ويدخل ضمن إطار اللعبة أو الخدعة الانتخابية.

 

أخبار متعلقة :