كما في كل عام ينتظرك الأطفال بكثير من اللهفة، يدّخرون أمنياتهم وما يحلمون به من هدايا، حتى تلتقي بهم وتحقق ما يطمحون اليه. لكن يبدو أن الأطفال أنفسهم باتوا واعين كفاية ويعرفون انك مجرد شخصية خيالية، تجلب لهم الهدايا التي يدفع اهلهم ثمنها مسبقاً. الا اننا نحن الكبار، ويا للمفارقة، يظهر اننا تبادلنا والاطفال الادوار. فهم اكتشفوا حقيقة هويتك ومع ذلك يسعون للفرح الصغير ، لكن نحن بتنا نريدك شخصية حقيقية. لماذا؟
لاننا نشعر اننا اصبحنا في حاجة الى كائن خيالي مثلك نصنعه في رؤوسنا ثم يهبط الى الارض فيصير جسداً من لحم ودم، وعليه امنيات وطلبات كثيرة نريده ان يحققها لنا.
نحن الذين تخطينا ال 18 من عمرنا الذي تمر سنينه مسرعة داخل سياج 10452 كلم مربع.
عزيزي بابا نويل، نريدك هنا في لبنان،
تحول الى شخصية حقيقية واحضر الان. طلباتنا كثيرة. لا تستغرب من كثرتها، فهي حقوقنا الطبيعية التي تحصل عليها شعوب اخرى في اماكن اخرى من العالم، لكننا هنا محرومون منها.
دعنا في هذه الرسالة ان اكشف لك اني اتكلم بلسان مئات الآلاف من ابناء هذا البلد، ولذلك نرجو منك ان تستجيب لي.
نريد آماناً في البيت والحي والشارع. اجعل السلاح المتفلت يتبخر فلا نموت برصاص طائش او بسبب ركن سيارة او افضلية مرور.
نريد فرص عمل كثيرة لنعمل ونرى من يتفوقون في دراستهم يبدعون في عملهم، بدلاً من ان يحرسوا الاوقات الضائعة في المقاهي، او ان يضطروا للعمل كيفما اتفق ليحصلوا قوت يومهم.
نريد مدارس وجامعات لا دكاكين. نريد تعليماً مجانياً للجميع، بحيث يجلس الغني والفقير على مقعد الدراسة نفسه ويحصلا العلم ذاته وبمستوى جيد يوسع الافق.
نريد طبابة للجميع. ارجوك لا تتركنا نشاهد او نسمع كل يوم عن لبناني توفي بسبب ضيق ذات اليد فظل عند باب المستشفى ينازع حتى اسلم الروح.
نريد قانوناً يجعل الجميع سواسية، فلا افضلية لاحد على احد. قانون ينصف المظلوم ولو كان معدماً ويحاسب الظالم ولو كان سليل زعماء.
نريد ان يفهم كل اللبنانيين على حد سواء، ان بإمكانهم ان يجعلوا من لبنان جنة حقيقية.
بابا نويل، هل ستحقق طلبتنا؟ هل ستأتي، أم انك ستظل حبيس الخيال؟