ما يزيد من منسوب السلبية، هو انّ عقدة تمثيل "سنّة 8 آذار" أكثر من معقدة، ولا تراجع من قبل أيّ معنيّ بها، سواء من قبل الرئيس المكلف او من قبل "حزب الله"، بالتوازي مع انقطاع حبل التواصل بين الطبّاخين، ولو حتى في مستواه الخجول، وكأنّ الجميع سلّموا بالفشل في إيجاد المخارج اللازمة لهذه الأزمة.
وقالت مصادر معنية بالتشكيل لـ"لجمهورية": انّ المبادرات والوساطات لحل العقدة الأخيرة والمتبقية غائبة.
أضافت انه "خلافاً لنظرة الاستخفاف بالعقدة منذ البداية، فقد تبيّن انها جدار صلب يقف عائقاً امام ولادة الحكومة. ولعل السبب في هذا هو كثرة الطبّاخين والتعاطي بـ"وَلدنة" والقصور في الأداء السياسي، فكل جهة كانت تعمل مع اكثر من مفاوض وعدة أطراف دخلت في عملية التفاوض، وكان واضحاً انّ المراحل التي ستجتازها عملية التشكيل ستُفضي الى هذه النتيجة.
وأشارت المصادر الى انّ الامور تتجه الى مزيد من التعقيد، فلا "حزب الله" بوارد التنازل عن التزامه، ولا الرئيس المكلف سيقبل بتوزير السنّة المستقلين لا ضمن حصته ولا ضمن غيرها، ولا "اللقاء التشاوري السني" في وارد التراجع، ولا أحد من الاطراف سيعطي من حصته. واصفة أنّ هذا الامر لم يعد يصلح في ظل السقف العالي الذي وضعه الحريري بالمطلق، وبالتالي فإنّ الحكومة معلّقة الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
في هذا الوقت، تؤكد رئاسة الجمهورية على تضامنها مع موقف الرئيس المكلف سعد الحريري، ومع ذلك لا تملك في يدها أكثر من الدعوة الى تسهيل مهمته لإطلاق حكومته في ظرف لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير والتعطيل.
الى ذلك، تركّز الاهتمام في الساعات الماضية على قراءة دلالات ما قيل عن انّ الرئيس المكلف مَدّد زيارته الخاصة الى فرنسا، حيث ذهب البعض الى تفسير هذا التمديد على انه أكثر من احتجاج وأقل من اعتكاف، في وجه ما يعتبره التعطيل المفاجىء والمتعَمّد لحكومته، مع الاشارة الى انّ مصادر وزارية أكدت لـ"الجمهورية" انّ الحريري قد يعود الى بيروت، ربما اليوم او غداً على أبعد تقدير، على أن يعود الى باريس بعد ايام قليلة للمشاركة في احتفالات النورماندي، بدعوة من الرئيس الفرنسي.