التسويات فرضت نفسها والحكومة خلال ساعات.. هل يصمد اللقاء التشاوري؟

التسويات فرضت نفسها والحكومة خلال ساعات.. هل يصمد اللقاء التشاوري؟
التسويات فرضت نفسها والحكومة خلال ساعات.. هل يصمد اللقاء التشاوري؟
كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": حزب الله إخترع العقدة السنية، وحزب الله حلّها، والنتيجة ضغط سياسي ومن ثم رضوخ الجميع لاشراك ممثل عن قوى 8 آذار ضمن الحصة السنية في الحكومة، وكل ما جرى أو من المنتظر أن يجري في الساعات القليلة المقبلة، هو مجرد ديكور للاخراج الذي إنتهى بالتوافق على إسم مدير عام "الدولية للمعلومات" جواد عدرا ممثلا عن اللقاء التشاوري على طاولة مجلس الوزراء.

التسوية التي تلت المبادرة الرئاسية، والتي طرحت لكي تنجح، سلكت نصف الطريق، وهي كانت بدأت بتسليم أسماء مرشحي نواب اللقاء التشاوري الى اللواء عباس إبراهيم لرفعها الى رئيس الجمهورية، ومن ثم دخول حزب الله على الخط لإستيعاب فورة وغضب النواب الخمسة على ما أسموه الفخ الذي نصبه لهم زميلهم قاسم هاشم، وإقناعهم بالقبول بإسم المرشح جواد عدرا، على تستكمل هذه الطريق وصولا الى قصر بعبدا، حيث من المفترض أن يعقد اللقاء التشاوري إجتماعا في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي عند العاشرة من صباح اليوم، ويعلنون موافقتهم على تسمية عدرا ممثلا لهم في الحكومة العتيدة، ثم يزور الرئيس المكلف سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون ويعقد معه إجتماعا، ينضم إليه النواب الستة، ويصدر عن الاجتماع الثلاثي بيان يؤكد "حق اللقاء التشاوري بالتمثيل عبر مندوب عنهم في الحكومة إستنادا الى نتائج الانتخابات النيابية". 

بعد ذلك يُعقد إجتماع ثان بين عون والحريري ينضم إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث يتم جوجلة أخيرة للأسماء ثم تصدر مراسيم التأليف، وتعلن حكومة العهد الأولى برئاسة الحريري وهي الثالثة في مسيرته السياسية، والثانية له في عهد الرئيس ميشال عون.

تشير المعلومات الى أنه في حال أنجزت هذه الخطوات جميعها اليوم، فإن الحكومة ستعلن مساء، أما في حال إحتاجت الى بعض الوقت خصوصا لجهة توزيع الحقائب بين الموارنة والكاثوليك أو محاولة البعض تبديل عدد من الحقائب، فإن إجتماع الرؤساء الثلاثة سيُعقد يوم غد السبت وسيتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا إيذانا بولادة الحكومة.

سبعة أشهر إنتظر اللبنانيون ولادة الحكومة، خمسة ونيّف منها لحل العقدتين الدرزية والمسيحية، وشهر ونيف لحل العقدة السنية، وفي نهاية كل عقدة مبادرات وتسويات وحلول، في وقت وصل فيه البلد على حافة الانهيار، ما يضع الحكومة المقبلة أمام مسؤولية كبرى في مواجهة التحديات التي ضاعف منها صراع التيارات السياسية.

بعد وصول العقدة السنية الى خاتمتها السعيدة بالنسبة للبنانيين والصادمة لأكثرية أعضاء اللقاء التشاوري، فإن ثمة تساؤلات عدة تفرض نفسها حولها، لجهة: هل كان إسم جواد عدرا مطروحا قبل أشهر وقد سعى المعنيون به الى إيجاد إطار له لتعبيد الطريق أمامه للدخول الى الحكومة؟، وهل أُريد للقاء التشاوري أن يكون هو هذا الاطار؟، وماذا عن الاصرار الكبير الذي تحصن فيه النواب الستة حول تمثيل أحدهم في الحكومة؟، وعلى ماذا كان يستند؟، وأين كانت مصلحة البلد والمخاطر التي تتهدده بالنسبة لهم؟، أم أن الأمر كان مجرد خطة لممارسة ضغط سياسي على الرئيس سعد الحريري، وأن نواب التشاوري كانوا هم المطيّة، أو تعرضوا الى خدعة سياسية فنفذوا أجندة لا علاقة لهم فيها؟، ثم بعد ذلك ما هو مصير اللقاء التشاوري بعد تشكيل الحكومة؟..

تقول مصادر سياسية مطلعة: "إن اللقاء التشاوري أعطى خصومه كل أنواع الأسلحة لاستهدافه، بعدما تبين أنه غير متماسك وأن أول صدمة أدت الى زعزعته، وأن كل ما كان يحكى عن التوافق والتناغم فيما بينهم تلاشى عند أول مفترق طرق، ولولا راعي اللقاء حزب الله، لانفرط عقده وضاعت مطالبه بين خلافات أعضائه" .

وترى هذه المصادر أن الوزير القادم جواد عدرة ربما يراعي اللقاء التشاوري بالشكل فقط في حال إستمر في إجتماعاته، أما في المضمون فإنه سيكون وزير الحكومة الملك المقرب من الرؤساء الثلاثة ومن الوزير جبران باسيل وآخرين، ما سيجعل حصة نواب التشاوري فيه تتضاءل شيئا فشيئا الى حدود العدم. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحدّ الأدنى” للبقاء على قيد الحياة

معلومات الكاتب