الروتوشات الأخيرة توضع على الحكومة والاعلان في الساعات القليلة المقبلة

الروتوشات الأخيرة توضع على الحكومة والاعلان في الساعات القليلة المقبلة
الروتوشات الأخيرة توضع على الحكومة والاعلان في الساعات القليلة المقبلة
ثلاثة مراسيم، ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر من المفترض أن تصدر بين اليوم وغداً، أولها اعتبار الحكومة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري مستقيلة ثم تسميته رئيساً لمجلس الوزراء، فتعيين الوزراء. وقد بدأ الاعداد لاخراج الصيغة الحكومية. وعلى الرغم من ان ترتيبات إعلان مراسيم تشكيل الحكومة العتيدة، بين مساء اليوم أو صباح السبت، شبه جاهزة، الاّ ان "التخريجة" النهائية، التي تقضي بأن يزور نواب "اللقاء التشاوري" للسنة المستقلين قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حضور الرئيس المكلف للحكومة سعد الحريري، ليكون ذلك بمثابة "اعتراف" بحيثيتهم السياسية.

وأكدت مصادر القصر الجمهوري أن "الساعات المقبلة ستزفّ إلى اللبنانيين بشائر ولادة الحكومة التي طال انتظارها". وشددت لـ"الشرق الأوسط"، على أن "الأمور أكثر من جيدة، وخطوط الاتصال مفتوحة بين جميع الأطراف وبإيجابية تامة، خصوصاً مع نواب اللقاء التشاوري، الذين أجمعوا على القبول بالاسم الذي اختاره الرئيس عون وهو جواد عدرة". وأشارت مصادر القصر الجمهوري، إلى أن "كل التوقعات تفيد بإمكان صدور مراسيم التأليف مساء اليوم، إلا إذا اقتضت الضرورة تأجيلها إلى السبت".

الاّ أن المشاورات والاتصالات والجهد الذي بذل أمس، لم يقتصر فقط على "تخريج" بنود المبادرة الرئاسية، بل توسعت لتشمل وضع اللمسات الأخيرة، على التشكيلة الحكومية، خصوصاً بعدما برزت بعض المطالبات التي لم تصل إلى حدّ العرقلة، ولا سيما على صعيد ما وصفه مصدر نيابي لـ"اللواء" "بالتناتش على بعض الحقائب" المخصصة للطائفة المارونية، مما اقتضى لقاءاً سريعاً، بين الرئيس المكلف وعضو "اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور المرشح لأن يتولى حقيبة الصناعة، التي يبدو انها ستذهب إلى حزب الطاشناق الأرمني، في حين بدا ان حزب "القوات اللبنانية" وضع عينه على حقيبة الإعلام بدل الثقافة، والتي رشح لها سابقاً الزميلة مي شدياق، فيما تردّد ان حقيبتي البيئة والزراعة داخلتان في البازار الحكومي، لكن المصدر رجح ان لا تشكّل هذه المطالبات المستجدة عوائق، مؤكداً ان كل شيء قابل للحل، طالما الأجواء جيدة، وثمة إرادة أو قرار كبير بإعلان ولادة الحكومة سريعاً، و"اقرب من لمح البصر" على حدّ تعبير وزير المال علي حسن خليل.

وفيما رجحت المصادر المتابعة لـ"النهار" ابقاء اعلان الولادة الحكومية الى غد السبت قبل الريسيتال الميلادي المقرر في بعبدا مساء بحيث يبقى الرئيسان بري والحريري مباشرة للمشاركة فيه، لم تستبعد المصادر ان تتم الولادة القيصرية عصر اليوم، "فخير البر عاجله".

تكتم مستمر على أسماء الوزراء
في هذا الوقت، وعلى الرغم من ان اسماء وزرائه باتت معروفة، الاّ أن حزب الله يصر على عدم تسليم هذه الأسماء إلّا بعد "اللقاء المنتظر" بين الرئيس المكلف وأعضاء "التشاوري"، ليسلم لاحقاً الأسماء الثلاثة من "حزب الله" وهم محمد فنيش وزير دولة لشؤون مجلس النواب، محمود قماطي وزير الشباب والرياضة وجميل جبق وزير الصحة وهو كان الطبيب الخاص للامين العام السيد حسن نصرالله ومتخصص بالامراض الداخلية والقلب.

أما حركة "أمل"، فقد أبقى الرئيس نبيه بري أسماء وزرائها طي الكتمان، ورفض عدد من المرشحين لـ"جنة" الحكومة التعليق على الأمر لأنهم لم يتبلغوا "شيئاً بعد". وفي هذا الاطار عرفت "النهار" من أوساط الحركة الأسماء المتداولة وهي في البقاع: حسن اللقيس القريب من نجل الرئيس بري والذي بدأ يدخل تدريجاً الحلبة السياسية، المحامي علي عبدالله وهو غير الوزير السابق الذي يحمل الاسم نفسه، وعلي المسمار، والاعلامي الزميل عباس ضاهر الذي أولاه بري ثقته في الانتخابات النيابية الأخيرة بقاعاً. وفي الجنوب، تراجع اسم السيدة مليحة موسى الصدر لمصلحة مهى شوماني جباعي، اضافة الى وسيم منصوري، وعلي رحال، واسامة خيامي. وتقول مصادر متابعة ان بري سيحمل الأسماء الى بعبدا من دون اعلانها.

كذلك ظلّ "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" متكتمين على الأسماء التي رشح منها القليل. لدى الرئيس عون و"الوطني الحر" رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيس الجمعية اللبنانية للطاقة فادي جريصاتي والمستشارة في وزارة الطاقة ندى البستاني، المصرفي منصور بطيش، اضافة الى جبران باسيل والياس بوصعب ونقولا صحناوي. ولدى التيار الأزرق مصطفى علوش، وجمال الجراح، ومحمد شقير أومحمد مكاوي.

التركيبة شبه النهائية
ومن اتصالات "الحياة" مع مصادر متعددة أمكن رسم صورة تقريبية للتشكيلة الحكومية كالآتي:
"المستقبل" وحلفائه 6 وزراء: محمد شقير للاتصالات، محمد مكاوي للداخلية، (مع ترددت معلومات ليلا عن إمكان استبداله) ، مصطفى علوش وزير دولة، الخبير الاقتصادي عادل أفيوني (واختياره جاء باقتراح من الرئيس نجيب ميقاتي) يصبحون 5 سنة مع الحريري، وفيوليت خير الله الصفدي زوجة الوزير السابق محمد الصفدي عن الروم الأرثوذكس.

الرئيس عون و"تكتل لبنان القوي": جبران باسيل للخارجية، بيار رفول وزير دولة للرئاسة، ابراهيم كنعان للعدل والثلاثة من الطائفة المارونية، الياس بوصعب للدفاع وداليا داغر للإعلام وكلاها من الطائفة الأرثوذكسية، وندى البستاني من الطائفة الكاثوليكية. جواد عدرة من الطائفة السنية وسيكون محسوبا على الرئاسة والنواب السنة حلفاء "حزب الله"، وصالح الغريب وزير دولة وهو الدرزي المحسوب على حصة الرئاسة والنائب طلال أرسلان العضو في التكتل، وأواديس كيدنيان عن الأرمن الأورثوذكس ممثلا "الطاشناق" العضو في التكتل أيضا. يضاف إليهم وزير كاثوليكي.

"القوات اللبنانية": غسان حاصباني نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للشؤون الاجتماعية، عن الأرثوذكس، كميل أبوسليمان للعمل، مي شدياق للثقافة، وكلاهما عن الطائفة المارونية، ريشار قيومجيان عن الأرمن.

حركة "أمل": علي حسن خليل للمالية، وسيم منصوري للزراعة، وحسن اللقيس للإعلام، يمثلون نصف حصة الطائفة الشيعية.

"حزب الله": الدكتور محمد جبق للصحة، محمود قماطي للشباب والرياضة، ومحمد فنيش وزير دولة، ويمثلون الطائفة الشيعية.

الحزب "التقدمي الاشتراكي": أكرم شهيب للتربية، وائل أبو فاعور للصناعة، عن الطائفة الدرزية.

"المردة": يوسف فنيانوس للأشغال والنقل، عن الطائفة المارونية.

البيان الوزاري مقتضب
أما وبعد الانتهاء من التشكيلة الحكومية تتجه الأنظار الى النقطة الخلافية التالية والمتمثلة بالبيان الوزاري وما قد يتضمنه، وفي هذا الاطار، تحدثت مصادر "اللواء" عن رتوش على صيغة البيان الوزاري المعدل، لجهة التشديد على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، من زاوية الإنماء المتوازن والسير بالمشاريع الإنمائية التي تضمنتها رزنامة مؤتمر "سيدر".

وبحسب معلومات "اللواء"، فإن اول جلسة لمجلس وزراء الحكومة الجديدة ستكون يوم الاثنين لتشكيل اللجنة الوزارية لاعداد البيان الوزاري، على ان تعقد الجلسة الثانية، بين عيدي الميلاد ورأس السنة، وتخصص لتلاوة مشروع البيان، ومن ثم تعقد جلسة ثالثة واخيرة في الثالث من كانون الثاني لإقرار البيان واحالته إلى مجلس النواب الذي سيكون مستعداً لعقد جلسة الثقة، بعد عيد الأرمن في السادس من كانون الثاني، لتكون بمثابة إشارة الانطلاق نحو العمل والانتاج.

وعن الثقة، قالت مصادر نيابية، ان الموعد المبدئي، تقرر بعد عيد الأرمن في السادس من كانون الثاني المقبل، على ان تعطى كلمة واحدة لكل كتلة.

بري: مرتاح للمسار الذي تسلكه الاتصالات
في هذا الوقت، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي امام زوّاره أمس، انه مرتاح للمسار الذي تسلكه الاتصالات بشأن تأليف الحكومة، موضحاً بأنه لم يبلغ بعد أسماء وزراء حركة "امل"، جرياً على عادته بأن يكون ذلك في لحظة اعداد المراسيم، وان كان اسم الوزير علي حسن خليل للمالية بات معروفاً.

وجدّد برّي تأكيده على وجوب ان تكون الحكومة متآلفة لكي تكون قادرة على اتخاذ القرارات على مستوى الوضع الاقتصادي، لأنه من الممكن ان تكون هناك قرارات غير شعبية.

وحول العلاقة اللبنانية- السورية، قال بري: "انا مع ان تكون هناك علاقة كاملة مع سوريا، فهل نستطيع الاستغناء عن هذه العلاقة بوجود ملف النازحين"، مشيرا "إلى ان من لا يريد هذه العلاقة فليقل ذلك".

عدرا من حصة من؟
وبعد أن أسفرت مبادرة اللواء عباس إبراهيم عن تسمية جواد عدرا ممثلاً عن اللقاء التشاوري في الحكومة، يعكف اللقاء على لملمة تداعيات الحل. وهذه أولوية قوى 8 آذار أيضاً، التي تتوقع مصادرها لـ"الأخبار" أن عمر اللقاء سيكون طويلاً، مؤكدة انضمام جواد عدرا له.

ولأن عدرا سيكون من حصة رئيس الجمهورية، على ما أسفرت التسوية، يسعى الوزير جبران باسيل إلى ضمه إلى تكتل لبنان القوي، والحصول منه على تعهد بالتصويت مع الكتلة، إلا أن هذا الطلب ظل مرفوضاً حتى مساء أمس. صحيح أن البند الأخير في مبادرة النقاط الخمس التي أطلقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، تقضي بأن يلتقي النواب الستة مع رئيس الحكومة المكلف، فإن هذا اللقاء "لم يعد مهماً، عملياً، بعدما اعترف الحريري بحقهم بالتمثيل"، بحسب مصادر 8 آذار. ومن غير المحسوم أن يعقد اللقاء قبل إصدار مراسيم تشكيل الحكومة.

أما بالنسبة لتيار المُستقبل، فقد أتى حل عقدة السنة المستقلين "بنصف مكسب لنا"، على ما تقول مصادر التيار لـ"الأخبار". صحيح أن رئيس الحكومة تنازل عن موقفه الرافض لتمثيل نواب سنة 8 آذار بأي شكل من الأشكال، تضيف المصادر، لكنه "نجح في إجبار الفريق المقابل على عدم تسمية شخصية مستفزة له ولشارعه". وعليه، فإن تسمية عدرا بالنسبة إلى المستقبليين هي "تسوية حفظت ماء وجه الجميع إلا النواب السنة، الذين لا يعترفون في ما بينهم بأن عدرا يمثلهم، بل يعلمون بأن التوافق حول اسمه كان يهدف في الدرجة الأولى إلى عدم كسر رئيس الحكومة». وفي سبيل تظهير هذا المكسب يكرر المستقبليون مقولة أن "الحريري بقي ثابتاً على موقفه من عدم التنازل من حصته ولا بأي شكل من الأشكال"، وأن إصراره هذا "هو ما دفع برئيس الجمهورية إلى إطلاق مبادرته وحل الأزمة من قبله عبر تنازله عن وزير من حصته". إضافة إلى ذلك يرى المستقبليون في عدرا "عدا عن كونه صديقاً للرئيس الحريري، شخصية معتدلة تربطها علاقات جيدة مع الأميركيين والأوروبيين والسعوديين وهذه قيمة مضافة".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحدّ الأدنى” للبقاء على قيد الحياة

معلومات الكاتب