أخبار عاجلة

المخاض الحكومي انتهى والولادة باتت قريبة... هكذا حلّت العقد

المخاض الحكومي انتهى والولادة باتت قريبة... هكذا حلّت العقد
المخاض الحكومي انتهى والولادة باتت قريبة... هكذا حلّت العقد
لم يعد يفصل عن "الميلاد الحكومي" سوى الانتهاء من "اللمسات الأخيرة التي هي في عهدة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري حصراً تمهيداً لإعلان مراسيم التشكيل"، هذا ما خلصت اليه صحيفة "المستقبل" صباح اليوم، وهذا هو جو التفاؤل العام الذي يسيطر على البلاد في اليومين الماضيين بعد حلّ ما عرف بالعقدة السنية. وعلى الرغم من وجود بعض العقد التي ظهرت أمس، خصوصاً لناحية تمثيل الأرمن في الحكومة، وتوزيع الوزراء الموارنة بين التيار الوطني الحرّ والقوات، ان الاوساط القريبة من المراجع الرسمية عكست ما وصف بصلابة القرار المتخذ بانهاء الازمة الحكومية وعدم التراجع عن اصدار مراسيم التأليف قبل عيد الميلاد بين الجمعة والسبت حداً أقصى، وأن العمل بدأ على وضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة الحكومية ايذانا باقتراب الاجراءات الرسمية للولادة الحكومية التي يرجح ان تعلن مساء غد بعد ان يعقد لقاء متوقع بين الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري والنواب الستة لـ"اللقاء التشاوري" في قصر بعبدا في رعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن ثم يجتمع الرئيسان عون والحريري لانجاز التشكيلة ويدعى رئيس مجلس النواب نبيه بري للانضمام الى الاجتماع واطلاعه على التشكيلة النهائية وتصدر على الاثر مراسيم تأليف الحكومة الجديدة وقبول استقالة الحكومة السابقة.

الحريري مرتاح
أجواء الارتياح التي تسود البلاد، انسحبت على المقربين من الرئيس المكلّف سعد الحريري، ولفتت مصادر تيّار "المستقبل" إلى أن الحريري "مرتاح جداً لما بلغته مساعي تأليف الحكومة". وأوضحت لـ"الشرق الأوسط"، أن "الأمور بلغت نهايتها السعيدة، وأن الأطراف السياسية بدأت إبلاغ الوزراء موعد صدور المراسيم، وموعد التقاط الصور التذكارية". وأشارت المصادر أن الرئيس الحريري "يتطلّع الآن إلى إنجاز البيان الوزاري سريعاً، وإلى عقد جلسة للبرلمان لنيل الحكومة الثقة والانصراف بعدها إلى ورشة الإصلاح، وإطلاق المشاريع الحيوية، والبدء بترجمة مقررات مؤتمر سيدر".

اللقاء التشاوري انقسم
وسط هذه الأجواء، أدى تسمية مرشح "اللقاء التشاوري" للمقعد السني السادس الى انقسام بين اعضاء "اللقاء" وأشارت معلومات "اللواء"، إلى ان اجتماع نواب اللقاء، والذي غاب عنه النائب قاسم هاشم، الى جانب فيصل كرامي الموجود في لندن، كان عاصفاً، وهو استمر من الأولى بعد الظهر حتى الثامنة مساءً في منزل النائب عبد الرحيم مراد، من دون ان يحصل توافق على اسم، فيما تردّد ان نواباً من هذا التجمع سيلتقون في الساعات المقبلة المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل للوقوف منه على موقف الحزب من الموضوع.

ويسود الإمتعاض بعد اقتراح النائب هاشم تسمية رئيس مركز "الدولية للمعلومات" جواد عدرا، لتولي هذا المقعد، وعدرا تجمعه علاقة وطيدة جداً مع نجل رئيس مجلس النواب عبدالله بري وهو لا يمثّل سنّة 8 آذار كونه مقرباً من جميع الأطراف السياسيين وتربطه علاقات جيدة بشخصيات من فريق 14 آذار.

وأشارت مصادر "اللواء" إلى ان الأسماء المقترحة هي: الزميلان إبراهيم عوض وعثمان مجذوب، حسن مراد وطه ناجي، واسم جواد عدرا لم يكن مطروحاً، وإنما اقترحه النائب هاشم في ظرف مغلق، وكأنه هبط بمظلة تسوية رتبت على حسابهم.

ونسب إلى مصدر في اللقاء التشاوري رفضه لأي اسم من خارج الأسماء الأربعة التي طرحناها، والا تكون المبادرة قد ذهبت إلى مكان آخر، مشيراً إلى انه سيتم تبليغ المعنيين في هذا الأمر، في إشارة إلى اللواء إبراهيم وحزب الله.

وعلمت "الحياة" أن إسم عدرا طرح منذ أول من أمس في المداولات الضيقة، وتسرب أمس. ورجحت المصادر المواكبة للاتصالات أن يكون هناك توافق عليه بين الرئيسين عون وبري وربما "حزب الله"، وأنه على رغم أن المخرج قضى بأن يسمي النواب السنة الستة من يرشحون، فإن احتساب الوزير السني السادس على حصة رئيس الجمهورية لا بد من أن يعطيه هامشا ليدلي برأيه به.

وبينما تتخوّف المصادر المواكبة للمشاورات، من إمكان بروز عقدة جديدة تتمثّل في الحقيبة التي ستسند إلى ممثل "اللقاء التشاوري"، استبعدت مصادر قصر بعبدا لـ"الشرق الأوسط" أي تعقيدات متعلّقة بالحقيبة، وأوضحت أنه "منذ البداية جرى الحديث معهم على أن يُمثّلوا بوزير دولة من دون حقيبة".

العقدة الأرمنية لم تعد موجودة
وفي ما يتعلّق توزيع الحقائب على الطائفة الأرمنية، افادت المعلومات ان هذه المشكلة وضعت في غرفة العناية النهائية بعدما طالب حزب الطاشناق بحقيبة وزارية، في حين كانت "القوات اللبنانية" قد سمّت ريشار قيومجيان وزيراً للشؤون الاجتماعية. وتحدثت المعلومات عن اتصال جرى بين رئيس حزب "القوات " سمير جعجع والحريري تناول حصة "القوات" انطلاقاً مما يجري تداوله عن الشؤون الاجتماعية. وكان تأكيد أن لا عودة الى الوراء في ما اتفق عليه سابقا بالنسبة الى مقاعد "القوات". وأبلغت مصادر "القوات"، "النهار" ان "لا تغيير في عدد الحقائب وعدد الوزراء لانها نتيجة اتفاق نهائي حصل بين القوات من جهة والرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة ثانية وهو مبرم و نهائي وغير مطروح للبحث". وقالت إن "القوات حريصة على ان يتمثل كل صاحب حق ولن ترضى ان يسلب تمثيل اي جهة، وفي حال حصول اي تغيير سيكون بالشكل فقط لا اكثر".

وأفادت معلومات ان عقدة التمثيل الارمني قد تحلّ بتسمية الوزير غسان حاصباني نائبا لرئيس الوزراء وزيراً للشؤون الاجتماعية على ان يكون ريشار قيومجيان وزير دولة للشؤون الاجتماعية ويتولى ادارة الوزارة بنفسه وتبقى الحقيبة الوزارية من حصة الطاشناق.

توزيع الحقائب المارونية
وإلى ذلك، كانت قد بقيت إشكالية وحيدة لم ترقَ إلى مستوى العقدة، وتمثلت، بحسب "الأخبار" باعتراض التيار الوطني الحر على حصوله على حصة مارونية من وزيرين أسوة بالقوات، بعدما انتقل وزير ماروني إلى الحصة الحريرية ربطاً بالاعتراض الأرثوذوكسي على توزير زوجة الوزير محمد الصفدي فيوليت خيرالله عن أحد المقعدين الأرثوذوكسيين. وقد طالب التيار باستبدال القوات مقعداً كاثوليكياً بالمقعد الماروني الثاني، إلا أن هذا الأمر لم يكن قد حُسم بعد.

سيناريو اعلان الحكومة
أما غداً فاننا سنشهد السيناريو التالي لتشكيل الحكومة، حيث ينتظر أن يعقد نواب "اللقاء التشاوري" الستّة اجتماعهم في دارة النائب عبد الرحيم مراد في بيروت، فور عودة النائب فيصل كرامي من السفر. وأوضحت مصادر مواكبة للاتصالات، أن "هؤلاء النواب سينتقلون بعد اجتماعهم فوراً إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس عون، الذي سيطلعهم على الاسم الذي اختاره ليكون وزيراً من حصته، ثم يحضر الرئيس المكلّف سعد الحريري، ويلتقي النواب الستّة بحضور الرئيس عون، وبذلك ينهي الحريري مقاطعته لهم". وقالت المصادر: "بعد مغادرة النواب الستّة للقصر الجمهوري يحضر رئيس مجلس النواب نبيه برّي ويطّلع على النسخة النهائية للحكومة، بعدها يُستدعى الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، الذي يذيع مراسيم تشكيل الحكومة".

واذا لم تسفرت اللقاءات عن نتائج ايجابية في الساعات القليلة المقبلة لما تبقى من عقد فان تشكيل الحكومة سيكون إما السبت او الاحد مع العلم ان ما من شيء يحول دون اصدار مراسيم التأليف الاحد كما كانت عليه ولادة الحكومة المستقيلة.

وفي ما يتعلق بالبيان الوزاري، لفتت مصادر "اللواء" الى ان لا اشكال حول البيان الوزاري الذي يكون نسخة طبق الاصل عن البيان الوزاري للحكومة مع إضافة بند يتصل بتنفيذ مقررات المؤتمرات الدولية من اجل لبنان كسيدر وروما وبروكسل. كذلك نفت المصادر وجود اشكال يتصل بالتمثيل الارمني.

كيف حلّت العقد الحكومية؟
كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ"اللواء" كيفية تبدل المواقف السياسية باتجاهات إيجابية بعدما وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شرط توزير أحد النواب السنة الستة عائقاً امام تشكيل الحكومة الجديدة التي كانت قيد التشكيل وقالت: انه إزاء تلقي القيادة الروسية تقارير عدّة من سفارتها في بيروت عن منحى الأوضاع السياسية جرّاء التعقيدات الحاصلة بعملية تشكيل الحكومة واتصالات عدّة من أصدقاء وسياسيين، أوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممثله الشخصي ومسؤول الملف السوري والعلاقات مع إيران ألكسندر لافرينتيف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إلى سوريا، فزارا دمشق يوم الثلاثاء في الحادي عشر من الشهر الجاري واجتمعا بعدد من المسؤولين السوريين المعنيين بالوضع في لبنان ونقلا رغبة الرئيس الروسي بضرورة بذل على ما يُمكن من جهود ممكنة مع حلفائهم اللبنانيين لتسريع خطى تشكيل الحكومة اللبنانية وإزالة كل العقبات أو العراقيل القائمة بفعل بعض المطالب، مع تشديد القيادة الروسية على الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في لبنان. ثم انتقل الموفدان الروسيان بعد يومين إلى طهران وقابلا مسؤولين ايرانيين كبار، مكررين موقف الرئيس الروسي ودعوته لتسريع خطى قيام الحكومة اللبنانية وقيام المسؤولين الإيرانيين بما يُمكن من خلال علاقاتهم الجيدة وتحالهم مع حزب لبلوغ هذا الهدف بأسرع وقت ممكن، مع التشديد على الموقف الروسي الداعم لاستقرار وسيادة لبنان والمساعدة في كل ما يمكن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحدّ الأدنى” للبقاء على قيد الحياة

معلومات الكاتب