وتوجه إلى الطلاب في حزب "القوات اللبنانية" بالقول: "إذا ما حملتم أنتم الشعلة فلن يبقى من يحملها لأننا في حاجة دائما الى أشخاص لا يهابون رمي أنفسهم بالنار فمن دون هؤلاء لا تبنى الأوطان".
كلام جعجع، جاء خلال احتفال إطلاق مصلحة الطلاب فيلما وثائقيا عن تاريخ المصلحة في المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب.
واستهل جعجع كلمته بالقول: "الشيخ بشير بدأ مع الطلاب كذلك فادي افرام بدأ أيضا مع الطلاب وأنا بدأت مسيرتي مع الطلاب أيضا الأمر الذي يدل على أن مصلحة الطلاب خزان لا ينضب أبدا".
وأضاف: "لو لم يكن هناك طلاب يتصرفون من دون حساب لما كان هناك شهداء في هذه الدنيا، وإذا ما أخذنا كل الحروب لرأينا أن معظم الشهداء الذين سقطوا هم من الشباب، ولكن هذا لا ينفي أنه في بعض الأحيان يستشهد رجال كبار في السن وعن حق أيضا. وفي هذا الإطار، أذكر تماما ما حصل معنا فجيلنا كان يسمع باستمرار نصائح الأهل التي تحذر من مغبة ما نقوم به، ولو سمعنا يومها نصائحهم لما كان هناك مقاومة التي قوامها الأساس هو الطلاب، وعلى سبيل المثال سليم معيكي ورمزي عيراني اللذين تركا مستقبلا زاهرا ليرميا بنفسيهما في النار من أجل القضية".
وشدد على "أنه إذا إذا ما حمل الطلاب الشعلة فلن يبقى من يحملها، فمع تقدم الفرد في السن تتغير نظرته إلى الأمور ويبدأ باحتساب مغبة أفعاله بشكل أكبر ومكمن منفعته من كل خطوة يقوم بها، بينما الطالب هو الوحيد الذي يقوم بكل ما يقوم به من دون حساب ويرمي نفسه في النار، فمن دون هؤلاء لا تبنى الأوطان باعتبار أن المنطق البسيط القائم على عدم تعريض أي فرد نفسه للخطر، وهذا أمر طبيعي من سنة الحياة، لا يبني أوطانا ويصنع تاريخا".
وأضاف: "نحن كنا نعيش في وطن كسائر الأوطان إلا أنه بين ليلة وضحاها اضمحل هذا الوطن وعندها من تحمل المسؤولية هم من قبلوا رمي أنفسهم بالنار وقليلون جدا من قبلوا بذلك من غير الطلاب، لذلك أريد أن أؤكد أن رهاننا عليكم يا طلاب "القوات" كبير جدا ولكن الأهم هو أن يكون رهانكم على أنفسكم كبير جدا، لذا أطلب منكم ألا تسمحوا بأن تنتقل عدوى الكبار إليكم، فمنطق الكبار يختلف عن منطق الصغار وأهم ما في الأمر ألا تقوموا بالحسابات الضيقة وتذكروا دائما أنكم تجسيد للقضية في حالتها الطبيعية والنقية".
وشدد ايضا على ان "القوات اللبنانية" أكبر من حزب هي قضية ونضال مستمر، ولولا هذه القضية والنضال المستمر لما كنا اليوم واقفين هنا بالرغم من كل ما تعرضنا له من تنكيل وسجن، إلا أن نضالنا في نهاية المطاف أدى إلى النتيجة المطلوبة فنحن اليوم كالمارد الذي خرج من القمقم والذين جهدوا طيلة 30 عاما على هدف واحد وهو إبقاء هذا المارد الذي اسمه حزب "القوات اللبنانية" داخل القمقم، والسبب هو الزخم الذي يختزنه والقضية التي يحملها والتاريخ الذي يتكئ عليه والشابات والشبان الذي يضمهم حيث من غير الممكن إيقاف حركته في حال خرج من القمقم، وبالفعل هذا ما حصل في الوقت الحاضر بعد خروجنا منه من حيث لا ندري في الإنتخابات النيابية الأخيرة باعتبار أنه لم يكن هناك أحد ليقدر قبل صدور النتائج أننا من الممكن أن نحصد ما حصدناه من مقاعد وبالنتائج التي حصلنا عليها. فنحن وصلنا اليوم إلى القمة، ولكن الأهم هو الإستمرار في النضال تقدما نحو الأمام من أجل الوصول إلى الوطن الذي نحلم به جميعا".