وما يعزّز هذه الفرضية، الحديث الذي أدلى به بنيامين نتنياهو، فور فوز حزبه بالإنتخابات الإسرائيلية، عن وجود معمل للصواريخ المتطورة في بيروت، وهو لم يستبعد استبدال صيف لبنان البارد، (مجازيًا)، والواعد (على الصعيد السياحي)، بصيف ساخن، مع ما يحاول تشييعه قادة العدو من أجواء، تدخل في حيز الحرب النفسية والمعنوية، عن أن ثمة رياحًا ساخنة قد تهبّ على المنطقة، وقد تظهر نسائمها مع دخول العقوبات الأميركية على النفط الإيراني مطلع شهر أيار المقبل.
ففي حال اقترنت التهديدات الأميركية بالتنفيذ على أرض الواقع في الخليج العربي، فإن إيران ستجد نفسها في مواجهة حتمية لحماية مصالحها النفطية، إذ أن أي حصار أميركي على النفط الإيراني سيدفع طهران إلى ردّة فعل قد تصل مفاعيلها إلى حيث لا وصول للنفوذ الأميركي، بعدما تبين هشاشة التأثير المباشر للإدارة الأميركية على مجريات الأحداث في المنطقة، إستنادًا إلى تجارب السنوات الماضية، حيث أنكفأت واشنطن في ظل السياسة التي إتبعها الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، الذي فضّل عدم إحراق أصابعه بحرائق المنطقة، وهذا ما دفع الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترامب للعودة إلى المنطقة من بوابة إلغاء الإتفاق النووي مع إيران وتركيز هجومه على النظام الإيراني، وعلى تزخيم دعمه لإسرائيل من خلال إعلان القدس عاصمة أبدية للكيان الغاصب، ضاربًا بعرض الحائط الإعتراضات الدولية على هكذا قرار، الذي استتبعه بقرار آخر لا يقل خطورة عن القرار الأول، وهو ضم هضبة الجولان المحتلة إلى الأراضي المحتلة، مع ما يخطط له داخل فلسطين المحتلة، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وعلى وقع التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران وما بينهما من تضارب مصالح، وإن كان البعض يعتقد أن "شعرة معاوية" لم تنقطع بينهما، فإن المنطقة، ومن ضمنها لبنان نظرًا إلى تأثّره بما يجري من حوله، مقبلة، على ما يبدو، على صيف حار أمنيًا، خصوصًا إذا فشلت المساعي الدبلوماسية في تبريد الأجواء وإبعاد الكأس المرّة عن الجميع كخيار شبه وحيد أمام كل من واشنطن وطهران، في محاولة قد تكون الأخيرة، لكي تثبت كل من العاصمتين قوتهما ونفوذهما في المنطقة، التي لا تزال تغلي.