وأشارت الصحافيتان الى أنّه على مدار أكثر من 70 عامًا، تحوّلت الخيام التي أقامها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان إلى حيّ مزدحم بكثافة ويضمّ ما لا يقلّ عن 50 ألف شخص، وتحدثتا عن مخيّم برج البراجنة.
ولفتتا الى أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قامت بقطع التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تقدّم خدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين. وستؤثر هذه الخطوة على غزة بشدة، حيث يعتمد 70% من السكان على الوكالة في الغذاء والدواء والوظائف والتعليم. كما يحذّر المطّلعون من أنّ هذه الخطوة قد تؤدّي الى المزيد من الاضطرابات.
فبحسب الكاتبتين، تُحاول إدارة ترامب الآن تفكيك شريان الحياة هذا، ممّا يترك العديد من الفلسطينيين يخشون على مستقبلهم، وذكّرت الصحافيتان بالبيان الذي صدر الصيف الماضي وأعلن فيه ترامب عن قراره بوقف التمويل، ووصف مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية الأونروا بأنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".
وتسبب هذه الخطوة بالمزيد من التدقيق على الأونروا، التي ناضلت من أجل جمع 1.2 مليار دولار تحتاجها سنويًا لخدمة السكان الذين قد يصل عددهم إلى 5.5 مليون نسمة.
وفي الوقت نفسه، ربطت الولايات المتحدة مسألة إصلاح الأونروا بهدف أوسع بكثير، فقد أثارت هذه الجهود جدلاً حول معنى "اللاجئ الفلسطيني" و"حق العودة"، وأبرزت أسئلة حول إعادة التوطين، وما إذا كانت الإقامة أو المواطنة في بلد آخر ستقلل من مطالب اللاجئين بدولة فلسطينية مستقبلية، الأمر الذي يدخل ضمن عمليّة السلام في الشرق الأوسط.
وذكّرت الصحافيتان بأنّ مخيّم برج البراجنة تضرّر طوال الحرب الأهلية في لبنان، مع تعرّض ممتلكات اللاجئين لأضرار بالغة ونزوح قرابة ربع سكان المخيم.
من جانبه، قال المدير العام لوكالة الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني: "لا تسألوني عن عدد الفلسطينيين هنا، لأنّ الإجابة هي: لا أعرف"، مضيفًا أنّ الوكالة كانت قد سجّلت آلاف الفلسطينيين في لبنان، لكن لا سبيل لمعرفة عدد الذين غادروا البلاد، علمًا أنّ الأونروا تُقدّم الخدمات إلى أقل من نصف المسجلين لديها أي حوالى 240 ألف فلسطيني.
توازيًا، قدّر مسح أُجريَ تحت إشراف الحكومة اللبنانية ونشر خلال العام 2018، وشمل الفلسطينيين في المخيمات وفي 156 منطقة أخرى يعيش فيها الفلسطينيون، أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين في لبنان هو 174 ألف.
كما أشارتا إلى أنّ الكثيرين خاطروا برحلة بحرية محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا، لينضموا إلى موجة السوريين الفارين من العنف في بلدهم الذي مزقته الحرب. ومع تزايد صعوبة طرق التهريب، لجأ الفلسطينيون أيضاً إلى وثائق سفر مزيفة ومسروقة، وقالتا إنّ كلفة شراء جواز سفر مسروق تتراوح بين 10 آلاف و12 آلاف دولار، ويؤمّن الذهاب الى أوروبا.
كذلك حذّر كوردوني من أنّ تصرفات الولايات المتحدة لتقويض الأونروا قد تثير شرارة سيندم الجميع عليها، مضيفًا: "هناك ما يكفي من براميل البارود التي لم تنفجر بعد".