وتؤكد مصادر الطرفين ان لقاء المصالحة في الصرح البطريركي طوى صفحة سوداء وموجعة من صفحات الحرب الاهلية وما رافقها من سقوط ضحايا من الطرفين كما انها خلقت ارتياحاً في الشارع المسيحي الذي أرهقته الخلافات منذ حوالى اربعين عاماً، وتضيف هذه المصادر ان الاتفاق منذ بداية التواصل محصور بالناحية الوجدانية ولن تلامس القضايا السياسية في الوقت الحاضر لكن في اعتقاد المصادر نفسها ان المصالحة لن تبقى محصورة في الجانب الوجداني فالعمل السياسي العام وان كان "طربوشه" مصالحة الا انه حكماً سوف يصل الى خواتيم تتعدى هذه الصفات وصولاً الى امكانية خلق واقع جديد من التعايش الناعم الملمس في زغرتا وبشري بعيداً عما خلفته الحرب من عداوات تاريخية وبالتالي جاءت لتؤكد الحد من مسائل التصادم بين عائلات هذه القرى في الشمال.
وبالرغم من ابتعاد الطرفان في الحديث عن السياسة، الا ان ملائكتها حاضرة خصوصاً ان الخيارات كانت مسدودة فيما تم فتحها اليوم وما كان مستحيلاً اصبح قريباً من الواقع بالرغم من ان القوات والمردة يسلمان سلفاً، ان رؤيتهما الوطنية مختلفة ومتباعدان على المستوى السياسي وهذا أمر مسلم به لكن التقاؤهما في محطات اخرى حظوظه مرتفعة نحو الاتفاق بينهما وخصوصاً العمل النيابي او الاستحقاقات البلدية والنيابية، مع ان القوات اللبنانية تعتبر ان مسألة تسجيل النقاط لهذا الفريق او ذاك مستبعدة بشكل كلي خصوصاً لناحية التيار الوطني الحر خصوصاً أن المصالحات المسيحية ـ المسيحية من شأنها ان تدفعا المجتمع المسيحي نحو خيارات قريبة من الوحدة الاجتماعية والمناطقية حتى لو كانت مختلفة في ادارة الشأن السياسي العام، فالمصالحة حسب القوات اللبنانية كسرت حاجزاً نفسياً كبيراً كان قد تراكم خلال الاعوام الماضية.
لكن مصادر في قوى الثامن من اذار التي تتطلع قسم منه بعين الريبة الى هذا اللقاء توحي بأن هدف المصالحة هو تشكيل جبهة في وجه الوزير جبران باسيل انطلاقاً من المفهوم الراسخ ان الشخصيات الثلاثة جعجع وفرنجية وباسيل مرشحون حكماً لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. لكن النائب شوقي الدكاش ينفي هذا الامر نفياً قاطعاً ويقول ان لا علاقة لباسيل على الاطلاق في ما خص المصالحة بين القوات والمردة بالرغم من التباين معه في عدة ملفات لان تفاهم معراب ما زلنا متمسكين به ولا عودة عنه والمصالحة المسيحية بالنسبة لنا هي خط احمر لا يمكن القفز فوقه رافضاً الحديث عن انتخابات رئاسية بعد اربع سنوات وما زلنا في بداية عهد الرئيس عون ونحن حريصون على نجاحه ليشير الدكاش الى ان لكل انتخابات رئاسية ظروفها التي تتحكم بها محلياً ودوليا".