أخبار عاجلة
اختراق طبي.. دواء مبتكر لعلاج ألزهايمر -
“الإتصال مقطوع”.. ما مصير صفي الدين؟ -
خصائص صحية فريدة للرمان.. تعرفوا إليها -
سلوم: لاستخراج الادوية من الصيدليات المقفلة -
“التيار” لوزارة الشؤون: شكراً -
لمنع تفاقم آلام الظهر.. لا تجلسوا طويلاً -
مجموعة من السلع الأساسيّة إلى رميش -
لهذه الأسباب “الحزب” متفوّق ميدانيًّا -

سرعة انترنت قياسية لم يشهدها لبنان من قبل.. مدير 'أوجيرو' يكشف التفاصيل

سرعة انترنت قياسية لم يشهدها لبنان من قبل.. مدير 'أوجيرو' يكشف التفاصيل
سرعة انترنت قياسية لم يشهدها لبنان من قبل.. مدير 'أوجيرو' يكشف التفاصيل

وسط فضاء التعطيل، وتضاؤل نفحة الإنجازات في كل قطاعات الدولة والمؤسسات الحكومية، وتنامي الفساد، وتعاظم شبح المخاوف الاقتصادية والمعيشية من الانهيار والافلاس، واستمرار حال المراوحة ولعبة العرقلة على "مسرح الحكومة"؛ تبرز أهمية الإضاءة على بعض المشاريع التي قامت أو تحضّر لها هيئة "أجيرو،" والتي إن تحولّت الى أمر واقع ولم تظل حبراً على ورق، فلا بد من القول "شكراً أوجيرو".


لكن على ماذا؟ قد يتساءل البعض ما سبب هذه الإيجابية، أو يرى فيها مبالغة غير واقعية، فلبنان لا يمتلك خدمات انترنت سريع، لا بل إن مركزه العالمي متدني جداً على صعيد سرعة الانترنت إذ يحتل المركز الـ165 من أصل 200 بلداً لعام 2018؟! والاجابة عن أزمات الحاضر واستراتيجيات المستقبل عند مدير عام "أوجيرو" عماد كريدية، الذي يَعد بتقدم ملحوظ على صعيد ترتيب لبنان خلال الاعوام القليلة المقبلة.

لكن كيف؟ يؤكد كريدية في حديث لـ "لبنان 24" أن نتائج التقرير المشار إليه صحيحة "لكنه لا يعكس وضعية الانترنت في البلد"، شارحاً أن "تقييم الانترنت في التقرير مبني على الافراد وليس على الامكانات المتواجدة، فمشكلتنا تكمن في ان 85% من المشتركين في لبنان يعتمدون على خطة 2 ميغابايت في الثانية (unlimited) لانها أرخص علما أن 40% منهم باستطاعتهم الانتقال الى خيارات أخرى حيث السرعة تصل الى نسبة أعلى بكثير، أي 203 ميغابايت، مع فارق بسيط في السعر".

"أنا شخصيا استخدم الخطة 200 جيغا مع سرعة مفتوحة بفاتورة (75 ألف ليرة)"، ويضيف: "الناس لديها سوء فهم للخيارات المتاحة ونعترف اننا كإدارة عامة مقصرين في توعية الناس على هذا الامر". ويعد كريدية بأن "لبنان لن يظل في مركز في متأخر، بانتظار أن يتم تأليف الحكومة حتى يتم إصدار مراسيم تسعير جديدة ومنخفضة عن طريق وزارة الاتصالات، مع فتح الطريق امام الناس للحصول على سرعات أكبر".

"اجت العاصفة.. راح الانترنت"

ومتى سننتهي هذه الازمة المتمثلة بانقطاع خدمة الانترنت مع أول نزول للأمطار؟ يتأسف كريدية من استمرار هذه المعاناة، ويقول: "لقد ورثنا شبكة لم يتم صيانتها كما يجب، فالامطار تهطل على كابلات هي أصلا "تعبانة"، لكن هذه المشكلات التقنية ستختفي جميعها مع إنجاز مشروع "فايبر اوبتيك"، حيث الأسلاك النحاسية التقليدية ستتحول الى الياف ضوئية".

ويصف كريدية مشروع الفايبر أوبتيك بـ"الحُلم" حيث سيحصل اللبناني على سرعة انترنت تضاهي أكثر البلدان حداثة، علماً أن هناك تكنولوجيات كثيرة تصل الى فايبر، وكلفة صيانتها أقل بكثير من كلفة الشبكات النحاسية.

لقد ملّ اللبنانيون من هذا الكلام، أين الواقع على الارض؟ يرد كريدية "دليلكم في بشامون".

ويشرح كريدية أنواع الالياف الذي سيتم العمل من خلالها:

FTTH: الالياف الضوئية التي ستمُر مباشرة من السنترال الى البيت. وهذه الالياف تستخدم في المناطق المكتظة سكانياً كبيروت، النبطية، صور، طرابلس،..  وقد تصل سرعة الانترنت من خلالها الى 1 غيغا في الثانية، ومع بعض الموردين قد تصل الى 10-15 غيغا في الثانية.

FTTC: يتم تقريب السنترال الى المستهك عبر أخذ عينة من الالياف ووضعها في سنترال المنطقة، وبهكذا نوفر على الزبون تغيير الكابلات، وهذه الخطة تنجح في المناطق حيث لا كثافة سكانية ونستطيع ان نصل الى حدود 650 ميغابايت في الثانية.

وينقل كريدية عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قوله بأن "كل مواطن بحاجة الى 50 ميغابايت في الثانية وهذا نستطيع تقديمه في" FTTH"، مشيرا الى ان " FTTH" سيخدم شركتي ألفا وتاتش لأننا سنقوم بتأمين ألياف ضوئية لهم كي يستطيعوا تقديم السرعة المطلوبة".

لكن ماذا لو فشل مشروع فايبر أوبتيك في لبنان؟ هذا الامر غير مطروح لأننا قمنا بتجربته في عدة مناطق: قمنا بمدّ كابلين (خطين) في الاشرفية وكابلين في الحمرا (الى جانب مبنى صحيفة السفير) وكابلين في راس بيروت (شارع فردان الرئيسي –عين التينة) (FTTH) وأجرينا تجربة في بشامون على ألياف FTTC والنتيجة كانت أكثر من إيجابية، مضيفاً: "لدينا 2800 زبون حاليا وهو عدد قليل ولكنهم يؤكدون أنهم أصبحوا يعيشون في عالم آخر.

من سياسية الى لوجستية الى تقنية، لا بد من وجود عوائق تواجهكم أو واجهتكم لإنجاح مشروع فايبر أوبتيك، ما هي؟

يؤكد كريدية ان "المشكلة الأساسية كانت في خرائط الشبكات غير الدقيقة والمسح السكاني الناقص"، شارحا بأن "إحدى الخرائط لمنطقة معينة بيّنت ان الشارع الواحد يتواجد فيه 300 مبنىً لكننا حين نزلنا على الارض تبين ان هناك ألف مبنى تقريبا!"، ما يعني أن هناك أبنية غير ملحوظة على الخرائط، فكنا مضطرين الى إعادة مراجعة الخرائط وإضافة المباني كي لا ينقص أي بيت".

بناء على الخطة التنفيذية للفايبر أوبتيك، يحضر السؤال، لماذا هناك مناطق قبل أخرى، وهل هناك استنسابية في تقريب موعد مناطق معينة دون أخرى؟ ينفي كريدية هذا الامر نهائيا، ويقول: "هناك علم في عالم الاتصالات حيث تعتمد الشركات الحديثة عليه لبناء الخطط، ونحن سوف نبدأ في المناطق التي تستطيع أن تعيد لنا أموال الاستثمار في أقرب وقت. إن قاعدة البيانات في اوجيرو تظهر من أين يأتي المردود المالي العالي لتعبئة خزينة الدولة، وبالتالي وضعت الخطة على هذا الأساس، فمثلا في منطقة معينة هناك امكانات مادية حيث سيقوم المواطنون باختيار الخطة ذات التكلفة (100 دولار) بينما في مناطق معينة سيتجهون نحو التكلفة الاقل بكثير!".

هل هذا المشروع إذاً للاغنياء فقط؟ّ يضيف: "أولاً لست أنا من أضع الاسعار بل وزارة الاتصالات، ثانياً لا يمكن ان أطلب كمستهلك 400 ميغابايت في الثانية وأدفع 20 ألف ليرة، فالدولة تكلفت على مشروع FTTH  نحو 400 – 500 مليوم دولار، فهل المطلوب أن أقدم الخدمة "ببلاش"؟ نحن سنخلق بمرسوم التعرفة الجديد توازنا بين السرعة العالية والسعر المقبول. سوف نقدم خيارات كثيرة لكن المشكلة ستكمن في أن الناس ستقول ان الانترنت غالي، لكن أؤكد أنه في كل بلدان العالم إن الانترنت باهظ الثمن كدبي مثلاً".


قريبا "واي فاي" عام

وبعيداً عن مشروع "فايبر اوبتيك" الذي ينتظره كل اللبنانيين، ماذا عن مشروع "الواي فاي العام" الذي وعدتم به من قبل؟

يرد كريدية "المشروع قيد التحضير والتنفيذ، هناك آليات أتممناها في ديوان المحاسبة لطرح المناقصات وتلزيم المشروع، ثم بعثنا دفتر الشروط الى وزارة الاتصالات لدرس شروط المناقصة وجاء الرد منذ يومين فقط، وقريبا سنبدأ بالتحضير لاطلاق المناقصة". وعن المشروع يشرح "ستبدأ خدمة الواي العام في مطار بيروت لأنه بوابتنا للعالم الخارجي حيث نعطي المسافرين سرعات 200 ميغابايت في الثانية، وبالتالي سيتحول مطار بيروت الى اسرع مطار في العالم، ثم ستغطي الخدمة 5 حدائق عامة، والزيتونة باي والكورنيش البحري، على أن تتمدد الى مناطق أخرى فيما بعد".

إذاً، وبحسب كلامك، من الناحية التقنية أوجيرو جاهزة ولديها الامكانيات لإنجاح أي مشروع متطور على صعيد قطاع الاتصالات، وبالتالي إن أي فشل سنسمع عنه لاحقاً سيكون سببه الاول والأخير إما كيديات سياسية أو مزايدات إعلامية لا أكثر ولا أقل؟ بحزم يرد كريدية: "لدينا نظام مستقل في أوجيرو حيث لدي استقلاليتي المالية والادارية، أنا اطلق المناقصات وانشر النتائج، بمجرد أو توافق الوزارة، وان أعد بإنجاح المشاريع جميعها".

وماذا عن الكابل السيادي؟ يشرح كريدية بانه لدينا كابليْن يمران في قبرص، وقد طرحنا على وزير الاتصالات ان نستخدم كابل مباشر بين لبنان وأوروبا، فنحن لا نعلم ماذا يمكن ان يحصل في قبرص، وبالتالي تتحول بيروت او لبنان الى ممر للداتا بين الغرب والشرق لان الممر الحالي الوحيد موجود في الاسكندرية، ما يتيح لمصر ربحاً بحوالى مليون دولار كرسوم ترانزيت، لذا نحن نرى ان هناك سوق يمكن ان يتم استغلاله.


"ألووووو .. الخط مقطوع"

عكار- جنوب كسرون –حاصبيا جنوبا هي أكثر المناطق التي تعاني من سوء اتصالات، ما هي الخطة الانقاذية لتلك المناطق؟ "وزارة الاتصالات اطلقت المرحلة الاخيرة في مد كابلات الفايبر أوبتيك في المناطق التي لا تتواجد فيها شبكات واتصالات"، يقول كريدية.

وإلى أي مدى تمارس استقلاليتك الإدارية والمالية؟ "ليس كما أريد وأرغب، كان يمكن أن نتحرك بسرعة أكبر. الكل يقول ان لديك طموحاً سياسياً؟ هل هذا الامر صحيح؟"، يؤكد كريدية انه لا يطمح ابداً أن يكون لا نائبا ولا وزيرا ولا سياسياً!

ما رأيك بتجربة المدير العام السابق عبد المنعم يوسف؟ يقول كريدية: "لا يحق لي أن أحكم على عبد المنعم يوسف، فهو لديه أسبابه وظروفه التي جعلته يدير المؤسسة كما ارتآى، لكن الاكيد أن ما نفعله اليوم كان يمكن أن يتم عمله في العشر سنوات السابقة، لم نخترع البارود والامكانيات كانت متواجدة من قبل. كنا وفرنا على أنفسنا كل هذا الوقت".

ما هو هدفك في المرحلة المقبلة؟ "هدفنا أن تعمل أوجيرو كقطاع عام لكن أن تشبه كثيرا القطاع الخاص من حيث الجودة والسرعة والانتاجية، وحين اطلعت الحريري على هدفي قال لي "الله يعينك"، يرد كريدية.

وختم: المارد كان نائماً.. والمارد استفاق حالياً.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مساعدات روسية إضافية تصل لبنان قريباً
التالى حصيلة الضحايا في الغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع

معلومات الكاتب