إنها ليست المرة الأولى التي تتحوّل فيها الطرقات في لبنان الى مرآب كبير للسيارات، الاّ أن الأمر هذه المرّة لا يتعلّق بحادث سير كبير أو بسبب الأمطار وتجمع برك المياه على الطريق، بل بسبب تدريبات يقوم بها الجيش اللبناني في شارع شفيق الوزان في وسط العاصمة، لمناسبة عيد الاستقلال.
فعلاً إنها ليست المرّة الأولى التي يصيبنا ما أصابنا، ففي كل عام، ومع كل عيد استقلال، يتمتع اللبنانيون بيوم من الزحمة المستمرة على الطرقات، وأحداً لم يتعلّم من كيسه حتى القوى الأمنية. هذه الزحمة التي بشرنا الجيش اللبناني أنها مستمرة ولأربعة أيام عمل، مع التعطيل في "الويك أند" زادها الطين بلّة تساقط المطر وبشكل كثيف، ما حوّل الطرقات الى برك للمياه.
ماذا نقول ومن نلوم، أنلوم العيد، أم نلوم الدولة، أم نلوم الجيش والقوى الأمنية... كل هذا لا ينفع، ما علينا سوى أن نلوم الحظ، وأن نلعنه ونشتمه، هو الذي جعلنا نولد في هذا البلد، حيث لا تحترم به دولته أبسط مقومات الحياة ولا تحترم مواطنيها، وتتركهم أسرى سياراتهم لتحتفل بعيد الاستقلال وأي استقلال وأي دولة وأي بلد.
وهنا نسأل، ألا يدرك المسؤولون ان زحمة السير هي القوة اليومي للمواطن، وأنه لا ينقصه أي شيء يؤدي الى زيادتها؟ لماذا لم يتم نقل التدريبات الى إحدى الثكنات العسكرية، أو الى وزارة الدفاع؟ ولماذا لم تقيم المؤسسة العسكرية التدريبات في عطلة نهاية الأسبوع أو بعد نهاية دوامات العمل؟ ولماذا تسكير الطرقات لمدة 4 أيام متتالية؟
والى حين الانتهاء من "الاستقلال" نصلي دوماً لكي ينجينا الله من كوارث زحمات السير، وان تمرّ الأيام المقبلة بخير وبأقل خسائر ممكنة.