لكني أيضا أشكو الإهمال والظلامة التي لحقت بي من بلدي وحكومتي التي لم تسأل مرة واحدة عني علنا، وتغض النظر عن الخاطفين من الحرس الثوري الايراني الذين يمرحون في بلادي بسلاحهم. سبق أن أتيح لي التحدث إليك هاتفيا في 21 تموز 2017 من مكان إعتقالي تحت الأرض. يومها، إستمعت بقلب مفتوح الى معاناتي جراء الإعتقال التعسفي والظروف الصعبة التي أعيشها وتدهور صحتي، وسألتك، وكلي أمل، تدخل الحكومة اللبنانية لتحريري. وعدتني بأنك ستتابع قضيتي بالوسائل الديبلوماسية المتاحة. مرت سنة ونيف على ذلك الإتصال، وما زلت على حالي، أنتظر الفرج ورحمة الباري. لا أخفي عليك أني في بعض أوقات التخلي أطلب الموت الرحيم، من الله لا من خاطفي.
يوم أمس سرقت لحظة فرح خاطفة جدا، بإتصال مع صديق. إستفسرته عن حال البلد والحكومة المعلقة. سألت عنك وعما تجابه من مصاعب ومشقات. دولة الرئيس، أنا أحد ابنائك اللبنانيين، مختطف منذ 3 أعوام وشهرين في نعش تحت الأرض في أبشع سجون إيران والعالم. أتعرض يوميا للذل والظلم والتعذيب لجرم لم أرتكبه، بإعتراف إيراني رئاسي رسمي. حنت على حالي الرئاسة الإيرانية والحكومة، فتكلمتا علنا عن الظلم الذي يلحق بي مع كل يوم أمضيه محروما الحرية. أصدرت الولايات المتحدة الأميركية تشريعات فرضت بموجبها عقوبات على خاطفي. دانت الأمم المتحدة إستمرار إعتقالي تعسفيا، فيما حكومة بلدي لم تحرك ساكنا.
دولة الرئيس، أنا أحد ابنائك اللبنانيين، أسألك التدخل الفوري، وأنت الأدرى بحالي وبالظلامة اللاحقة بي، وبأن لا غبار علي. لم يعد جائزا السكوت ولا التهاون في نصرتي وتحريري.
أسألك، بل أسمح لنفسي بالمونة والمودة التي بيننا، أن اتوجه إليك بقلب مفتوح، بمحبة العاتب. أطالبك، بإلحاح شديد، بالمبادرة فورا الى ما ينقذني من جحيمي ويعيدني الى بلدي وعائلتي. حريتي هي لي ولأهلي في كل لبنان، وفي القلمون تحديدا، أثمن من كل المناكفات الحكومية ومناوشات الحصص وألاعيب الأحزاب ونفاقها، مع ثقتي الكلية بأني أدفع ثمن عدم إنتمائي الى أي منها، لأني طالما نبذت ونقضت كل هذا الواقع المزري! حريتي، لا بل حياتي على المحك.
دولة الرئيس، أنا أحد ابنائك اللبنانيين، أنتظر بفارغ الصبر جوابك، متمنيا ألا يتم تجاهل كتابي هذا فيصبح مصيره مصير النداءات الأخرى. إن السكوت عن هذه الجريمة يفتح المجال لإرتكاب جرائم مماثلة بحق أي لبناني. أتمنى عليك تحمل المسؤولية التي أنت أردتها لنفسك، على أمل ان ألقاك في بيروت في القريب العاجل".