اللقاء التاريخي دحض مقولة رئيس الجمهورية الشهيرة عن جبران باسيل كونه في طليعة المتقدمين لرئاسة الجمهورية، الامر الذي أثار امتعاض جعجع كما فرنجية. فقد دأبت "القوات" في خطابها السياسي على التشديد على أن اتفاق معراب فتح الدرب للجنرال عون نحو قصر بعبدا، فيما قضت مبادرة الحريري السير بترشيح سليمان فرنجية الستارة على تحالف التيار و"المردة" وأفضت الى قطيعة كاملة لم يخفف منها تكرار فرنجية بأنه جاهز لتلبية دعوة رئيس الجمهورية الى قصر بعبدا حين تدعو الحاجة، والمفارقة تكرار فرنجية موقفه بالامس على درج بكركي .
المقولة نفسها حول السباق الرئاسي ووضعية باسيل في طليعة المتقدمين " كانت الحجر الذي تدحرج سريعا بين التيار والقوات ما اصاب "اعلان النوايا " بفجوات عميقة أوصلت إلى تدهور سريع حتى حدود الانهيار الكامل بفترة قياسية، كما بلوغها درجة التشظي الكامل لحد نعي اتفاق معراب مع "نشر غسيل سياسي" حول مسؤولية كل طرف عن انفراط الحلف السياسي .
اكثر من ذلك، لطالما كان جعجع يضرب المثل بالتحالف الشيعي ما بين "حزب الله" وحركة "امل". فـ"حزب الله" تقاسم المقاعد الوزارية كما المناصب العامة مناصفة مع حركة "امل" رغم كونه حظي بثلاثة اضعاف الاصوات التفضيلية، في حين حصل العهد وحزبه على ثلثي المقاعد الوزارية وفق معايير استحدثها أو كانت سائدة في العهود السابقة واستغلها لصالحه .
في المحصلة الاولية، بات حزب "الجمهورية القوية" على المحك بأن يبرهن قوته في ميدان تأمين حاضنة مسيحية تؤمن الغطاء المسيحي في الفترة المتبقية من العهد الحالي كما قدرته دون أي تحالف يجمعه معأاي من الاطراف المسيحية على تأمين ارضية صلبة تتيح لرئيسه جبران باسيل حمله مشعل الرئاسة بعد العماد عون. وهنا يكمن التحدي المصيري وولادة الحكومة ليست مجرد مؤشر، خصوصا أن تعقيدات الوضع المسيحي في لبنان وفق التجارب الماضية لا تتيح لاي طرف سياسي التحكم وحيدا بقواعد اللعبة الداخلية مهما بلغ حضوره ومهما احتكر الدور و النفوذ السياسي منفرداً .