أخبار عاجلة
بري: المليار الأوروبي لم يُناقَش معي -
إتهامات لإسرائيل بتسميم الورقة الفرنسية -
افرام: لحل أزمة النازحين بطريقة واقعية -

"امانة رمضان" عند البيارتة..فعل إيمان وتقوى عابر للطوائف.

"امانة رمضان" عند البيارتة..فعل إيمان وتقوى عابر للطوائف.
"امانة رمضان" عند البيارتة..فعل إيمان وتقوى عابر للطوائف.

بقلم المحامي ميشال فلاّح
"أَلَيْسَ هَذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ ٱلشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ ٱلنِّيرِ، وَإِطْلَاقَ ٱلْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ." (إِشَعْيَاءَ ٥٨: ٦)
ألَيْسَ الصوم هو العبادة التي تُنقّي الجسد والنفس على حد سواء؟
ألَيْسَ الصوم هو تهذيب للنفس وتشذيب للسلوك، وموعد للارتقاء بإيمان وتقوى صوب الله؟
ألَيْسَ الصوم تكفيراً عن كل خطايانا وشكراناً على كل نعمنا؟
فأين إذا يختلف المؤمنون، المسلمون والمسيحيون، في الأبعاد الروحية والإيمانية للصوم؟
ومَنْ أقدر على إظهار هذه الصورة البهية لهذه العبادة المباركة أكثر من البيارتة...كل البيارتة، الذين يحملون في تقاليدهم وتراثهم وموروثهم الاجتماعي والعائلي "أمانة رمضان"، شهر الخير والتسامح والبركة والتقوى والإحسان؟
فبيروت، مدينة التعايش الحقيقي بين مختلف أهلها وعائلاتها الروحية، كانت -وما زالت الى حد كبير- تعيش أجواء رمضان على قاعدة إحترام حرمة الصيام، من دون التفرقة ما بين المسلم وغير المسلم.
فالمجتمع البيروتي الذي شهد عبر الحقب التاريخية موجات من الوافدين، ترسّخت بين عائلاته من مختلف الطوائف تشابه في العادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية المختلفة بأبعادها الإيمانية الحقيقية، مع المحافظة على الخصوصية والعقيدة. لهذا، يجمع المجتمع البيروتي في ما بينه الكثير من المظاهر الإجتماعية المتشابهة على صعيد العادات والتقاليد او السلوك الإجتماعي، والأهم على صعيد محاسن الأخلاق والمعاملة الحميدة القائمة على الإحترام المتبادل، بقناعة ومودة.
ويحلّ شهر رمضان المبارك ليُشكّل أصدق تعبير عن مشاركة العائلات الروحية لبعضها في المناسبات الدينية. فكان المسيحيون يراعون خلال هذا الشهر إخوانهم المسلمين ويحترمون صومهم، فلا يبدون مظاهر إفطارهم أمامهم، بل يتجنبون ويمتنعون عن تناول الطعام والشراب والتدخين أمامهم، إحتراماً منهم لحرمة الصوم.
بل أكثر، فالعديد من المسيحيين يشاركون المسلمين صيامهم، فيمسكون عن الطعام والشراب عدة أيام من الشهر الفضيل، للتعبير عن تواصلهم معهم روحياً واجتماعياً.
دون أن ننسى دعوات المسلمين لأصدقاءهم وجيرانهم من المسيحيين لمشاركتهم مآدب الإفطار، أو أن يقيم المسيحيون انفسهم مآدب إفطار لدعوة إخوانهم المسليمن إليها، وسط أجواء إلفة ومحبة وإحترام، ترسيخاً لعلاقات الأخوة الوطيدة التي تربط العائلات البيروتية بعضها ببعض.
ليس الكلام الذي سبق، مجرد تمنيات أو حتى هلوسات. بل هو حقيقة دامغة ومحفورة في ذاكرة البيارتة، ولن تتمكن السنوات من محوه، فهو فعل إيمان حقيقي، نابع من منظومة القيم الاخلاقية والإيمانية لدى البيارتة، وقد نهلوها وورثوها جيلاً بعد جيل.
الارتقاء صوب الله، بتهذيب النفس والجسد، هو عبادة مباركة، يتشاركها المؤمنون، مسلمين ومسيحيين، وفي بيروت خصوصاً، وقد تكون هذه العبادة، ومعها متمماتها الاجتماعية والروحية، سبيل نجاة لمجتمعنا من كل محنه، ولوطننا من كل أزماته.
عبر صفحة المركز الثقافي الإسلامي في بيروت، المركز الرائد في رسالته الإيمانية الحقيقية والمؤثرة بصدق واستقامة، أتمنى شهراً فضيلاً ومباركاً لكل أهلي البيارتة، ومنهم لكل اللبنانيين، عسى أن يحمل هذا الشهر، وقد انتصف، كل الخير والسلام لوطننا، لبنان.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب