أخبار عاجلة
اختراق طبي.. دواء مبتكر لعلاج ألزهايمر -
“الإتصال مقطوع”.. ما مصير صفي الدين؟ -
خصائص صحية فريدة للرمان.. تعرفوا إليها -
سلوم: لاستخراج الادوية من الصيدليات المقفلة -
“التيار” لوزارة الشؤون: شكراً -
لمنع تفاقم آلام الظهر.. لا تجلسوا طويلاً -
مجموعة من السلع الأساسيّة إلى رميش -
لهذه الأسباب “الحزب” متفوّق ميدانيًّا -

بعد طي صفحة 'ليالي الشمال الحزينة'... إليكم تفاصيل مجزرة إهدن!

بعد طي صفحة 'ليالي الشمال الحزينة'... إليكم تفاصيل مجزرة إهدن!
بعد طي صفحة 'ليالي الشمال الحزينة'... إليكم تفاصيل مجزرة إهدن!
بعد أربعين سنة وخمسة أشهرعاد الشمال إلى أهله، وبعدما طويت صفحة الماضي وما فيه من جراحات وأحزان ومآسٍ، لم تعد أغنية "ليالي الشمال الحزينة"، بعد ١٤ تشرين الثاني من العام 2018 تعني لكثيرين من أهل هذه المنطقة ما تعنيه كلمات هذه الإغنية، إذ حلّ التسامح مكان الضغينة، بعدما عاشت المنطقة سنوات أليمة ومن قطيعة سياسية وشعبية، على أثر توالي الأحداث في ذلك الوقت، بدءًا بإغتيال المسؤول الكتائبي في طرابلس جود البايع، وما تلاه من جو مكهرب في الإجتماع المسيحي الموسع، الذي عقد في بكركي، عشية أحداث إهدن، وكان كلام عالي السقف بين قائد "القوات اللبنانية" آنذاك الشيخ بشير الجميل والوزير طوني فرنجية، الذي رفض تسليم قتلة المسؤول الكتائبي وانتهى الإجتماع كما بدأ، وذهب كل منهما في طريقه. الشيخ بشير إلى "المجلس الحربي". والوزير فرنجية إلى اهدن.
 
في "المجلس الحربي"، كان قرار بـ"جلب" الوزير فرنجية من عقر داره، وعلى رغم صعوبة الأمر، بالقوة إلى المجلس لإفهامه بأن القرار المسيحي ليس في أي مكان غير " المجلس الحربي". وكان تخطيط لعملية سريعة تقوم بها ثلاث مجموعات، واحدة بقيادة إيلي حبيقة ومهمتها الدخول إلى قصر الرئيس فرنجية وجلب الوزير فرنجية، والثانية بقيادة سمير جعجع ومهمتها تأمين الطريق لوصول المجموعة الأولى إلى القصر من دون أن تتعرّض لمضايقات من أي نوع، ومجموعة ثالثة بقيادة شخص من آل صهيون، ومهمتها تأمين إنسحاب المجموعتين الأولى والثانية بأمان، مع التذكير بأن المنطقة كانت تحت سيطرة الجيش السوري، مما أضطر المجموعات الثلاث للتوجه إلى المنطقة المقصودة عبر طريق جبلي غير خاضع لمراقبة مشدّدة من قبل السوريين، بواسطة حافلات مدارس، وبثياب مدنية على أنهم طلاب مدارس في رحلة مدرسية، وقد تمّ تزويدهم بالسلاح وبالثياب العسكرية في منطقة جبلية تفصل إهدن عن نقطة التجمع المحدّدة في خطة الهجوم.
 
بدأ التقدم قبل شروق الشمس، وبعد وصول مجموعة الـ H K، أي مجموعة إيلي حبيقة إلى القصر، تم الإشتباك مع حرس القصر، الذين كانوا متواجدين خارجه ويقومون بالحراسة الليلية، إلى أن تسارعت الأحداث في شكل دراماتيكي وأختلط الحابل بالنابل، وانتشر مسلحو "المردة" بكثافة وبسرعة في المنطقة بعد إنتشار خبر الهجوم، واستهدفت المجموعة الثانية، أي مجموعة جعجع، بوابل من الرصاص من جهات لم تؤخذ في الحسبان، وقد أصيب من جرائه جعجع برصاصة في يده اليمنى، وتم تأمين إنسحابه من قبل المجموعة الثالثة، وهو ينزف بشدة، وقد وصل إلى مستشفى "اوتيل ديو" وهو في حال حرجة وخطرة جدًا بعدما فقد الكثير من دمائه، ووصل ضغطه إلى الصفر، وتمت معالجته على الفور على يد الدكتور بشير سعاده.

ولأن الاتصال بين المجموعات الثلاث فُقد، وخرجت الامور عن السيطرة حصل ما حصل في القصر، وتمت تصفية الوزير فرنجية وعقيلته وابنتهما، في حين كان سليمان الحفيد، وهو كان في سن الثالثة عشرة من عمره في منزل جده الرئيس سليمان فرنجية في النقاش، من دون أن تُعرف أو تُكشف تفاصيل ما جرى داخل القصر، ولماذا تمت تصفية من كان في داخله، علمًا أن هدف العملية لم يكن القتل من ضمنه، وهذا ما كان خُطّط له في "المجلس الحربي"، من دون علم القيادة الكتائبية، سواء على مستوى عائلة آل الجميل أو على مستوى المكتب السياسي، إلى درجة أن الشيخ أمين الجميل كان متوجهًا من بكفيا إلى البيت الكتائبي في الصيفي لمعرفة ما حصل بعدما بلغته أخبار أولية عن المجزرة، وهو في طريقه ألتقى بالسيدة صونيا فرنجية في منطقة النقاش فسألها عمّا إذا كانت قد عرفت بالخبر- الكارثة، فقالت له إنها متوجهة إلى زغرتا لمعرفة التفاصيل وأتفقا على أن يبقيا على تواصل لمعرفة التفاصيل وكيفية تطويق ذيول ما جرى، وهذا ما ترويه السيدة فرنجية الراسي وما تذّكر به معترفة بأن القيادة الكتائبية لم تكن على علم بالعملية مسبقًا.
 
وبعد وقوع المجزرة وانتشار الخبر إضطرت عناصرالمجموعات الثلاث إلى الإنسحاب في الاحراج والوديان تحت وابل رصاص الطائرات السورية، وقد سقط من بين المهاجمين عدد كبير. أما من بقي علي قيد الحياة فتم حرقه وهو حي، وكان وقع الصدمة هو المسيطر.
 
فبعد هذه السنوات الطويلة من المآسي والأحزان والجروح التي لم تندمل طوى المسيحيون الشماليون صفحة سوداء من تاريخ الشمال الحزي، لتبدأ صفحة جديدة بعدما ختمت بكركي هذه القضية بالشمع الأحمر.
 
هذه الوقائع تبقى على ذمة أحد الأشخاص الذين شاركوا في العملية، والذين كانوا من بين عديد المجموعة الثالثة، ولكن الله توفاه منذ سنتين بمرض خبيث، على أن تبقى هذه الرواية شاهدة لتاريخ أليم، وعبرة للمستقبل، الذي تحمل له المصالحات المسيحية – المسيحية ما يبلسم الجروح ويؤسس لعلاقة متينة ومبنية على التفاهم والصراحة والتفاهم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى حصيلة الضحايا في الغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع

معلومات الكاتب