حصل باسيل على كل ما يريده في الحكومة، بات يترأس كتلة وزارية من 11 وزيراً، فحسن مراد الذي لم يقبل "التيار" بالتسوية الحكومية إلا بعد الإتفاق على إسمه، تربطه صداقة وثيقة بباسيل، ويعتبر أقرب إليه من قربه بتحالف نبيه بري – سليمان فرنجية، وهو بشكل فعلي تقاطع بين "حزب الله" و"التيار".
تربط الوزير السابق عبد الرحيم مراد مصالح إنتخابية بـ"التيار الوطني الحرّ"، وتربطه علاقة خالية من التوتر بالرئيس عون، وهو كان دافعاً أساسياً من أجل عقد التحالف بينه وبين 8 آذار في البقاع الغربي خلال الإنتخابات الأخيرة، كل ذلك يوحي بأن مراد أقرب إلى باسيل منه إلى اللقاء التشاوري. إختار باسيل وزراء تكتل "لبنان القوي" بنفسه، لم يشاركه أحد، وهم بإستثناء الوزير سليم جريصاتي، من فريق عمل باسيل اللصيق، إلياس بوصعب سفير باسيل وشريكه في بناء علاقاته الدولية، ندى البستاني مستشارة باسيل في وزارة الطاقة، ألبرت سرحان مستشار قانوني في وزارة الطاقة، غسان عطالله حصان باسيل الرابح في معركته في الجبل، فادي جريصاتي ساهم بتنظيم عدد كبير من مؤتمرات الطاقة الإغترابية.
حصل باسيل على وزارتين سياديتين، الأولى هي الخارجية وزارته التي إستطاع إستغلالها بشكل كامل لبناء شبكة علاقات دولية له، كما عمل عبرها من أجل تفعيل المؤتمرات الإغترابية تمهيداً لاقتراع المغتربين لممثليهم المباشرين في إنتخابات 2022، أما الوزارة السيادية الثانية فهي وزارة الدفاع.
كذلك حافظ باسيل على كل من وزارة الطاقة، والإقتصاد، والعدل والبيئة، وهي وزارات بالغة الأهمية من حيث الخدمات والتوظيفات، كما أن بعضها سيكون له حصة كبيرة من تمويل "سيدر".
لكن الأهم هو حصول "التيار" على وزارة المهجرين، بعدما طالب فيها لسنوات طويلة، إذ أوكلها لشخصية مطلعة بشكل كامل على ملف المهجرين بكل تفاصيله ما يمكنه من قلب الطاولة على الجميع وإستكمال معركته ضدّ رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" في الجبل. أما في التوازنات، فقد كسر باسيل "القوات" بشكل كامل، أعطاهم 4 وزراء وحصل على 11، حصل على 8 حقائب في حين حصلت "القوات" على حقيبتين بعد أن فُرض عليها القبول بوزارتي دولة في اللحظة الأخيرة.
وخفف باسيل أيضاً من سلطة تحالف برّي – جنبلاط، إذ وبعد أن حصل على وزير درزي، أعاد توطيد علاقته بـ"حزب الله" ووصل إلى حلول كل القضايا الخلافية معه، الأمر الذي جعله متحالفاً بشكل وثيق مع كل من تيار "المستقبل" و"حزب الله" الأمر الذي يجعله في موقع قوّة في الحكومة مقارنة مع خصومه التقليديين..