أخبار عاجلة
حمية: ورش صيانة الطرقات ستنطلق تباعاً -
عائلات لبنانية عالقة في معبر رفح! -
نقابة عمال كهرباء لبنان: لا نرضى بأي ضغوط -
هدفان للمسعى الفرنسي -
الحريري للنادي الرياضي: “بترفعوا الراس”! -

المشنوق.. قائد "سرايا المزايدة" إن حكى!‏

المشنوق.. قائد "سرايا المزايدة" إن حكى!‏
المشنوق.. قائد "سرايا المزايدة" إن حكى!‏

كتب جورج بكاسيني...

 

مرّة جديدة أقحم النائب نهاد المشنوق نفسه في حلبة "المزايدين" ‏على ‏الرئيس سعد الحريري.‏ ثمّة من نصحه بأن استعانته ببعض الكتَبة في موقعه الإلكتروني للردّ ‏على زعيم ‏‏"المستقبل" لم تُجدِ، فَعَقَدَ العزم على النزول هو شخصياً إلى ‏الميدان و"قرَّر يحكي" ،كما جاء في "الهاشتاغ" الذي وزَّعه الكتَبة ‏والمناصرون من أقصى ‏الشمال إلى أقصى الجنوب قُبَيل المقابلة ‏التلفزيونية، وليته لم يفعل.‏

ظنَّ بدايةً أن إختيار المنبر نفسه الذي أطل منه سعد الحريري قبل أسابيع ‏يُتيح ‏له الردّ "من الندّ إلى "الندّ"، وبالتالي دعوة الرئيس المكلَّف إلى ‏‏"مُناظَرَة ‏تلفزيونية" يُقَرِّر بنتيجتها "المشاهدون"!‏! تجدر الموضوعية الإعتراف بأنه إقتراح جريء وغير مسبوق، محبوك ‏بقدرٍعالٍ ‏من التواضع، أعاد إلى ذاكرتي قصة طالما ردَّدتها جدتي على ‏مسامعي عندما ‏كنت صغيراً، عن نملة دعت حصاناً إلى سباق في إحدى ‏حقول ضيعتنا ... ولمَّا ‏يسمع صوتها حتى اليوم.‏

كما لم يَغِب عن بال المشنوق قدر آخر من نكران الذات، مع تأكيد رفضه ‏عروض ‏لترؤُّس الحكومة أكثر من مرة، ليُعيد تذكير "المشاهدين" بالمثل ‏الشعبي "فاقد ‏الشيء لا يعطيه".‏

طبعاً ليست الغاية من هذا النص الوقوف عند هذا النوع من "السوالف" ‏التي وردت ‏في الحوار التلفزيوني، خصوصاً أن النائب المشنوق يعيب ‏على الآخرين الهجوم أو ‏الردّ "بالشخصي"، وينفي عن نفسه تهمة ‏‏"المزايدة" التي اعتبر أن الحريري ‏وجَّهها إليه، وأنها من الكلام ‏الذي "لا يليق" بالأخير. لكن واقع الحال، وكما ‏بدا في الحوار عينه، أن ‏المشنوق نفسه بات يتقدَّم صفوف المنضوين في "سرايا ‏المزايدة" على ‏سعد الحريري.‏

فماذا تعني دعوة المشنوق الحريري لتجرُّع "كأس الشجاعة والصلابة" ‏بدلاً من ‏كأس السم، غير المزايدة؟ وكيف يُمكِن تفسير تقديراته غير ‏المُسندة إلى وقائع بأن ‏وزارات الدفاع والداخلية والعدل ستكون محسوبة ‏على رئيس الجمهورية في ‏الحكومة العتيدة سوى من باب المُزايدَة؟ ‏وكيف يُبَرِّر لنفسه أنه كان "شريكاً" في ‏التسوية الرئاسية ويمنحها نعمة ‏‏"الشجاعة والصلابة"، وينزعها عن الإدارة ‏السياسية للتسوية لأنه لم يكن ‏شريكاً فيها ؟

وبعد، كيف يُبَرِّر المشنوق لنفسه إستضافة وفيق صفا في إجتماع رسمي ‏بوزارة ‏الداخلية لـ"إنقاذ ألف وخمسماية لبناني في الطفيل"، ولا يجيز ‏للحريري اعتماد مبدأ ‏‏"ربط النزاع" مع "حزب الله" بعد أن كان هو نفسه ‏واحداً من أعضاء وفد "المستقبل" ‏للتفاوض بشأنه في عين التينة، لمعالجة ‏أزمات طالما عانى منها أربعة ملايين ‏ونصف مليون لبناني؟

ولماذا وصف النائب المشنوق قانون الإنتخابات الأخير في حزيران ‏‏2017 بأنه ‏قانون"عاقل ويتَّسم بالواقعية الشديدة"، ثم وصف نفسه في تشرين الثاني ٢٠٢٠بأنه ‏‏"شاهد زور" على ‏إقراره؟ وكيف زعم أنه قدَّم ‏إستقالته من الحكومة في ‏‏2017 إعتراضاً على القانون ورفضها ‏الحريري، فيما الحقيقة أنه لوَّح بالإستقالة ‏من حكومة الرئيس تمام سلام ‏في 2016 لأسبابٍ لا صلة لها بقانون الإنتخاب؟

بين فينةٍ وأخرى يسعى النائب المشنوق إلى التعمية على السبب الأساسي ‏لخلافه مع ‏الرئيس الحريري من دون جَدوَى. يوحي كغيره من رواد ‏‏"سرايا المزايدة" ( وقد انضمّ إليها مزايدون جدد في الأيام الأخيرة بوصفها مستودعاً لبعض "فاقدي "مواقعهم النيابية أو الوزارية ‏)أنه يُطلِق السهام ضد "حزب الله" أو العهد أو النائب ‏جبران باسيل أو ... وإذ به يوجِّه ‏هذه السهام حصراً إلى سعد الحريري ،مبرِّئاً نفسه من كل ما كان شريكاً فيه . والسبب ‏ببساطةٍ شديدة أن رئيس" ‏المستقبل" خيَّره هو ومرشحين آخرين طامحين للتوزير بين ‏النيابة ‏والوزارة، عشية الترشُّح لإنتخابات 2018، بسبب قناعته بوجوب ‏الفصل ‏بينهما. وقد إختار المشنوق,

كما أبلغ الحريري، النيابة، إعتقاداً منه بأن الأخير سوف يوافق لاحقاً على ‏تعيينه ‏وزيراً للمرة الثالثة على التوالي؛ وهذا ما لم يحصل ،فكانت ‏القطيعة وصار من ‏كانت له صولات وجولات عن سعد الحريري ‏‏"الصابر والصامد" وعن "إعتداله ‏الذي هو صوت العقل، الذي يحمينا ‏ويحمي أولادنا وإسلامنا وأعراضنا"، يتَّهِم ‏الحريري نفسه بالقبول بما لا ‏ينبغي القبول به. ‏

ربما نسي بعض "المشاهدين" عودة نهاد المشنوق من المنفى بقرار ‏سوري، ‏ومقالاته في جريدة "السفير" والمآدب التي جمعته بالعميد رستم ‏غزالي والوزير ‏السابق وئام وهاب، الذي كشف النقاب في إحدى ‏إطلالاته الإعلامية عن زيارات ‏المشنوق لدمشق بعد 2005 طمعاً ‏برئاسة الحكومة. وربما نسي هذا البعض ما ‏كتبه أحد الصحافيين عن ‏المشنوق في موقع إلكتروني بيروتي في 11 حزيران ‏‏2019 قبل أن ‏يصبح واحداً من كتبة "أساس ميديا" حالياً.

لكن التاريخ ليس ‏صفحة ‏واحدة، هو صفحات .

وللتاريخ صَدَقَ سعد الحريري عندما قال في 1 ‏أيار ‏‏2018 في إحدى لقاءاته الإنتخابية في بيروت: "تعلمت أنني كلَّما ‏ساعدتُ أحداً ‏يطعنني في الظهر في أول فرصة سانحة. هذه المرة سأقول ‏الأمور كما هي ‏وسأواجه وسأضع كل من تسلَّق على ظهر رفيق ‏الحريري وسعد الحريري في ‏مكانه الصحيح. مَن جَعَلَ منهم نواباً ‏ووزراء.. غير تيار المستقبل"؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب