فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن هناك أسطحاً تحمل جراثيم أكثر بكثير من تلك التي تتواجد في المراحيض العامة، كالطبقة الرقيقة الموجودة على رأس دش الاستحمام الذي نستخدمه بشكل يومي.
الاستحمام قد يعرضك للإصابة بأمراض الرئة
بحسب مجلة Business Insider الأميركية، أشارت الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعة كولورادو بولدر الأميركية، إلى أن دش الاستحمام المنزلي يحتوي على عددٍ كبير من المايكوبكتيريا، وهو نوع من البكتيريا يُطلَق عليه اسم الجرثومة المُتفطِّرة. ولكن معظم المايكوبكتيريا غير الدرنية لا تسبب أمراضاً للبشر، حيث يتواجد نحو مئتي نوعٍ من المايكوبكتيريا بصورةٍ طبيعية في بيئتنا المحيطة، كالفطر «المشروم». تكوِّن هذه البكتريا مستعمرات، وتأخذ هذه المستعمرات في النمو والازدهار بشكلٍ أفضل في الماء، لذا ستجدها على رأس دش الاستحمام.
الجرثومة المتفطرة خطر على الرئة!
نقل موقع ScienceAlert، عن مؤلف الدراسة ميت جيبيرت، قوله «نستطيع تعلم الكثير بدراسة الغشاء البكتيري الذي يتراكم على سطح رأس دش الاستحمام ودراسة التركيب الكيميائي للماء المتسبب في نمو هذه البكتيريا». وأوضح المؤلف المساعد للدراسة نوح فيرير، لمعهد CIRE: «إن معظم هذه البكتيريا غير ضارة، ولكن بعضاً منها قد يكون خطيراً». بعضٌ من المايكوبكتيريا يمكن أن يُسبِّب الأمراض. بينما تؤدي أنواعٌ منها إلى عدوى الرئة المايكوبكتيرية غير الدرنية، والتي تمثل تهديداً متزايداً على الصحة العامة.
الجرثومة المُتفطِّرة هي أكثر أنواع البكتيريا انتشاراً في الحمامات
في تحليل عينات من رؤوس الدش والماء جُمِعَت من إجمالي 656 منزلاً في الولايات المتحدة، توصل الباحثون إلى نتيجةٍ مخيفةٍ. وأوضحوا: «تحليلاتنا المستقلة عن زراعة البكتيريا كشفت أن المايكوبكتيريا كانت دوماً أكثر أنواع البكتيريا انتشاراً في رؤوس الدش المنزلية». هذا ليس كل شيء، إذ وجد الباحثون أيضاً أن المنازل في فلوريدا ونيويورك ومناطق معينة من جنوب كاليفورنيا تعج بالمزيد من البكتيريا الضارة. وفي هذه المناطق يكون عدد أمراض الرئة التي تسببها هذه البكتيريا مرتفعاً بشكلٍ خاص.
كمية هذه البكتيريا أقل بكثير في الحمامات الأوروبية
يمكن على الأقل للذين يعيشون على الجانب الآخر من المحيط أن يتنفَّسوا الصعداء. فبحسب الباحثين، تتواجد المايكوبكتيريا غير الدرنية في المنازل الأوروبية بمعدلاتٍ أقل عن انتشارها في المنازل الأميركية. ومع ذلك، تحتوي مياه الاستحمام في أوروبا على الكثير من الكلور، ونتيجة لذلك فإن البكتيريا هناك مقاوِمة للكلور. ولا يزال السبب وراء ازدهار هذه البكتيريا بشكلٍ خاصٍ في الحمام، وطرق الحد من انتشارها، يُمثِّلان لغزاً في الوقت الحاضر.