يمرّ الطفل بعمر السنة وشهرين بمرحلة انتقاليّة حسّاسة في حياته.
تمثّل هذه المرحلة بداية مرحلة جديدة مليئة بالتطوّرات الحركيّة والعقليّة، حيث يصبح أكثر فضولًا واستقلاليّة.
Advertisement
يبدأ الطفل في استكشاف البيئة المحيطة به والتفاعل مع الأشخاص والأشياء بطرق جديدة.
في هذا المقال، سنتناول أهمّ المعلومات حول الطفل بعمر السنة وشهرين. سنستعرض كيفيّة التعامل معه، ما يمكن أن يتعلمه في هذه المرحلة، وكذلك الأساليب الصحيحة للتعامل مع سلوكياته غير المرغوبة.
يحتاج الطفل بعمر السنة وشهرين إلى الكثير من الاهتمام والتوجيه، حيث تتطلّب هذه المرحلة من الأهل فهمًا عميقًا لسلوكيّاته. في هذه السنّ، يرغب الطفل في الحريّة والاستكشاف ويبدأ في اتّخاذ قراراته الصغيرة بنفسه، ممّا قد يسبّب تحّديات في التعامل معه.
يجب على الأهل أن يتحلّوا بالصبر، حيث يصبح الطفل بعمر السنة وشهرين أكثر تحدّيًا وعنادًا. يجب تجنّب العقاب البدني للطفل أو الصراخ، وبدلًا من ذلك، يمكن للأهل استخدام الحوار المستمرّ معه.
تُعَدّ تهيئة البيئة المحيطة بالطفل أمرًا أساسيًا في هذا العمر. يجب أن يتيح الأهل له حرّية الاستكشاف ضمن حدودٍ آمنة، ممّا يمنحه الفرصة لتنمية مهاراته الحركيّة.
وفي هذه المرحلة، تُعَدّ الألعاب التعليميّة والكتب المصورة وسائل ممتازة لتعزيز تطوّر الطفل في هذا العمر.
ينبغي تنظيم روتين يومي ثابت يشمل أوقات اللعب، الطعام والنوم. فهذا يساعد الطفل في فهم التوقّعات ويمنحه الشعور بالأمان، ويمكن أن يقلّل من النوبات العصبيّة ويجعل الطفل أكثر استقرارًا.
يمرّ الطفل بعمر السنة وشهرين بمرحلة تعلّم سريعة تشمل تطوّر مهاراته اللغويّة والحركيّة والعاطفيّة. يبدأ في تطوير شخصيّته الخاصّة ويظهر اهتمامًا أكبر بالتفاعل مع محيطه.
في هذا العمر، يبدأ الطفل بعمر السنة وشهرين في تجميع المزيد من الكلمات والمفردات.
يمكنه الآن فهم بعض الأوامر البسيطة والاستجابة لها. يبدأ الطفل بتقليد الكلمات التي يسمعها من الأهل، ممّا يعزّز قدراته على التعبير عن نفسه.
لذا، يُنصَح الأهل بالحديث معه بشكلٍ مستمرّ وباستخدام جملٍ قصيرة وواضحة، وذلك بهدف تطوير مهارات الطفل اللغوية، ممّا يعزّز التواصل ويشجع الطفل على تعلم المزيد من الكلمات.
تتطوّر المهارات الحركيّة بسرعة في هذا العمر، حيث يتمكّن الطفل بعمر السنة وشهرين من المشي بشكلٍ أكثر ثباتًا وربما يبدأ في الركض أو القفز.
تتحسن أيضًا المهارات الحركيّة الدقيقة، حيث يمكنه التقاط الأشياء الصغيرة بيده وتحريكها بسهولة. ينصح الأهل بتشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي تتطلّب استخدام الأيدي والأرجل، ممّا يسهم في تحسين توازنه وتنمية مهاراته.
يبدأ الطفل في هذا العمر في إظهار المزيد من العواطف والتفاعل الاجتماعي. يمكنه أن يظهر الغضب أو السعادة بوضوح من خلال تصرّفاته، كما يبدأ في تقليد تعابير وجوه الآخرين.
يجب أن يكون العقاب في هذا العمر موجّهًا بشكلٍ إيجابي وبعيدًا عن العنف أو العقاب البدني.
لا سيّما أنّ الطفل بعمر السنة وشهرين لا يفهم بعد العقاب التقليدي، لذلك ينبغي توجيه السلوك السيئ بطرق تتناسب مع تطور قدراته، من خلال اتّباع بعض التوجيهات:
عندما يرتكب الطفل سلوكًا غير مرغوب، يمكن توجيهه بشكلٍ لطيفٍ نحو نشاط آخر بدلًا من معاقبته بشكلٍ مباشر.
على سبيل المثال، إذا كان يرمي الألعاب، يمكن للأمّ توجيهه نحو لعبةٍ أخرى تعلّمه السلوك الصحيح.
تُعَدّ العواقب الطبيعيّة للسلوك وسيلة فعّالة لتعليم الطفل.
على سبيل المثال، إذا رفض تناول الطعام، يمكن أن يتمّ تأخير وجبته التالية بدلًا من تقديم الطعام فورًا، ممّا يعلّمه أهمية الالتزام.
يمكن أن يكون الوقت المستقطع أداة تربويّة فعّالة في بعض الحالات.
من خلال وضع الطفل في مكان هادئ لبضع دقائق من دون اللعب أو التلفاز، يمكن أن يفهم أنّ هناك عواقب لسلوكه، ولكنّه يجب أن يكون لفترة قصيرة جدًّا ومناسبة لعمره.
في النهاية، يمرّ الطفل بعمر السنة وشهرين بمرحلة تطوّر حيويّة في حياته.
من المهمّ أن يدرك الأهل أنّ هذه المرحلة تتطلّب فهمًا عميقًا للتغيرات التي يمرّ بها، سواء على المستوى الجسدي أو العاطفي.
من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة، وتوجيه الطفل بشكلٍ إيجابي، يمكن للأهل أن يساهموا في بناء شخصيّة قويّة ومستقلّة لطفلهم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على مختلف مراحل نمو الطفل الجسدي من عمر سنة إلى 3 سنوات.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ التعامل مع الطفل في هذا العمر يتطلّب التمتّع بمهارات خاصّة من الأهل، حيث يكون الصبر والتوجيه هما المفتاح لنجاح هذه المرحلة.
من المهم أن يتحلّى الأهل بالمرونة في التعامل معه، وأن يفهموا أنّ الطفل بعمر السنة وشهرين يكتسب الآن الأساسيات التي ستشكّل شخصيّته في المستقبل. (عائلتي)